استبشرنا خيراً بإغلاق قنوات السحر والشعوذة ويطالعنا أمل في اقفال قنوات الزواج التي كثرت واطلقت على نفسها مسميات هي ابعد ما تكون لها واصبح همها حصد وأكل اموال الناس بالباطل. آمل من القارئ والقارئة استيعاب ما أرمي اليه فلقد أختبرت هذه القنوات بنفسي لكي لا اكتب عنهم الا بعد التأكد عما سمعت عنهم فالحكم العشوائي ليس مطلوباً من أي شخص على أي موضوع الا بعد الغوص في فحواه والدراية الكاملة به. هذه القنوات ليست كما تدعي وتظهر بضاعتها على الشاشة فهي اسيرة للنظرة الدنيوية فقط (المال) وبعيدة كل البعد عن العمل الخيري وعن الصدق. وامر الزواج ليس من اختصاصهم. فمعلوماتهم قاصرة مبتورة فلا يدخل في حساباتهم قضية الاحتساب والصدق في المعاملة فاحتساب الأجر هو الجانب التعبدي في الزواج وخسارة ذلك الربح العظيم هي من قواصم الظهر التي يجنيها اصحاب تلك القنوات. فظهرت علينا بشعارات براقة وعرضت لنا بمواصفات الزوج والزوجة المثالية وهي تمارس حسب مفهومها قيماًس لا تعني لنا الا سراباً بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً. كيف يليق بالمؤمن وهو يعلم عقوبات الله بكسب المال بغير حق وكيف يليق به بكسب المال عن طريق محرم هدم للدين والدنيا ألم يعلم اصحاب هذه القنوات بأنهم يخدعون الناس بممارسة الكذب واظهار مواصفات وهمية لنساء على الشاشة ألم يعلم اصحاب هذه القنوات انهم يمارسون خداع المشاهدين والسخرية الفعلية بهم ألم يعلم أصحاب هذه القنوات أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال (من حلف على مال ليأكله ظلماً ليلقين الله وهو عنه معرض). لقد كثر الحديث عن هذه القنوات واستغلالها لمن يبحث عن الزواج من الجنسين ولقد عرض مواصفات وهمية واسماء مدن غير صحيحة زعم انها عرضت من قبل بناتنا السعوديات وهي كذب وافتراء عليهن والأدلة كثيرة واوردها بشكل مختصر: @ اخلاق بناتنا ومبادئهن هي نتاج تربية هذا المجتمع المحافظ فمن غير المعقول ان تعرض مواصفاتها على الشاشة ليطلع عليها العالم بأكمله. @ زمام المبادرة بالزواج بيد الرجل واما المرأة فهي ملازمة للانتظار والبيوت تؤتى من أبوابها. @ مصطلحات فضفاضة وألوان براقة وشعارات خفاقة يحملها اصحاب هذه القنوات يدعون فيها الى العفاف وهم ابعد ما يكونون لهذه الشعارات. @ قمت بمحاولة لاختبار هذه القنوات فطلبت الزواج ليس كرغبة مني بالزواج ولكن لمعرفة صدق هذه القنوات فطلبت الأرتباط بعدد ممن ادعو بأنهن وضعن طلباتهن ومواصفاتهن على الشاشة فبعد اجابتهم على السبعة اسئلة كل سؤال برسالة مستقلة وهذه بداية الاستغفال كان طلبي من شرق المملكة وغربها وشمالها وجنوباً وكان هدفي مقارنة لهجات من اريد الارتباط بها عن طريق الرسالة المرسلة منهن الي كدليل لعدم مصداقية هذه القنوات فكان الوارد الي من جميع من طلبناهم اجابة موحدة كلمة (هلا بيك) وكلمة (جمعة مباركة) وكلمة عفواً ارسل جميع ارقامك كل رقم برسالة مستقلة اتضح لي بأنه من يقوم بالرد على الرسائل هو موظف من بلاد الشام يعمل بكنترول القناة وانه ليس هناك اصلاً من عرض طلبه على الشاشة وانما هي من إبداعات مسؤولي القناة. لكسب المال عن طريق رسائل sms. @ الرجال متشابهون تقريباً في مطالبهم لذا ركزت هذه القنوات على ما يطلبه الرجل في المرأة واستخدمت الكلمات والتعبيرات التي تغريهم كالجمل التالية (لامانع لدي ان يكون الزواج مسياراً - لدي منزل وراتبي مرتفع - لا يهمني دخله المادي - اقبل بالتعدد - احب الاطفال - ارغب رجل لا ينجب.. الخ) وهنا اوجه رسالة الى ذوي الألباب والعقول السليمة: بناتنا اصبحت سلعة تروجها هذه القنوات فهل من يدافع عنهن بقلمه او أي وسيلة أخرى توصلنا الى الوقوف في وجه هذه القنوات والحفاظ على سمعتهن فهن والله أغلى ما لدينا وأغلى من كنوز الذهب والفضة ولا نقبل بأن تكون سلعة رخيصة لضعاف النفوس من أصحاب هذه القنوات.