أقام بيت الشعر، بالنادي الأدبي الثقافي بالرياض، مساء الثلاثاء، أمسية شعرية للشاعرين:محمد زايد الألمعي، وجاسم الصحيح، حيث تأتي هذه الأمسية ضمن الأنشطة التي يقيمها بيت الشعر بالنادي، وذلك بحضور وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية الدكتور عبد العزيز السبيل. قدم الأمسية وأدار دفة مداخلاتها وأسئلتها الدكتور عبدالله الوشمي، نائب رئيس النادي، والمشرف على بيت الشعر، وقد أوضح د.الوشمي في كلمته الترحيبية بالشاعرين والحضور، بأن بيت الشعر قدم نشاطا جيدا وملموسا خلال موسم هذا العام الثقافي، إلا أن البيت لا يزال لديه الكثير من الطموح خلال موسمه الثقافي القادم، وذلك باستضافة عدد من الأسماء البارزة في مشهدنا المحلي الثقافي خاصة والمشهد العربي عامة، حيث سيكون في ضيافة البيت في موسمه القادم الشاعر الروائي الأردني: ابراهيم نصر الله، والشاعر والناقد :علي جعفر العلاق. جاء المساء شاعريا يحمل نتاج تجربتين شعريتين، يحمل تجربة ثلاثين عاما للشاعر زايد، وتجربة أربعة وعشرين عاما للشاعر الصحيح، ومن هنا كان لابد من حضور بهي للصورة، والمعنى الدلالي، والجرس، والموسيقى، والتنوع بين القوالب الشعرية، حضور تعانقت فيه غيوم البدو عندما يهطلون في جبال عسير، بأمواج الساحل الشرقي عندما تحرك مجاديفهم ألسنة الشواطئ. تنقل الألمعي بين عدد من قصائده التي جاء منها:عندما يهطل البدو، اللواقح، أنتم ووحدي، ينهي الطفل مراثيه، فلأكن عابثا عابرا، حين لا تشبهين النساء. لم يكن انقطاع محمد زايد عن صهوات المنابر الثقافية تحديدا لأكثر من عقدين بالغياب المبرر في تصور كثر، إلا أنه عندما هطل كان لابد وأن يروي فترات ذلك الغياب فالصورة المركبة وتسلسل الصورة المبني على عنق الدلالة ورؤية الشاعر تجاه تناول الأفكار، وتحركه داخل نصه بلغة تحاكم الفكرة وتضعها أمام محكات الوعي في القصيدة من خلال توظيف الأساليب التراثية والاجتماعية وصولا إلى فكرة القصيدة...التي تهطل هناك بدوا كل بدوي فكرة وكل بدوية مسألة أنثوية..كتبها زايد بلغة لابد من سبر أغوارها التي تطير على وتر الشمس متبوعة بعصافير من لهب ولا بد لبلاغة اللغة، وعمق اللون في الصورة عند زايد من تفكيك صورة صورة، وفاصلة فاصلة.. واللغات التي كتبت تنمحي لفظة لفظة والبلاغة تنحل فاصلة... فاصلة هكذا يصرع الجوع روح المدينة يلقي الأنوثة مسفوحة غافلة هكذا يرجع البدو نحو مضاربهم يحرسون نساء القبيلة والعترة الفاضلة أما الأستاذ جاسم الصحيح الذي وصف تجربته في برنامج أمير الشعراء كانت تجربة مفيدة، رغم السلبيات التي لم ينكر وجودها، كالتصويت مثلا، إلا أن الصحيح وصف البرنامج بأنه قدم وهجا إعلاميا للشعر الفصيح والشعراء، على الرغم ممن يراه بأنه وهج سلبي، لكن جاسم يرى هذا الوهج في تصوره وهجا إعلاميا إيجابيا. كما اعتبر الصحيح الأشكال الشعرية من تفعيلة وعمودي وشعر نثر، أشبه ما تكون بالثياب الجديدة، كلها تعتمد على الشاعر، فالشاعر متى ما خالجته فكرته الشعرية نثرا فليكتبها نثرا، وإن ولدت عمودية فلتكن كذلك، والتفعيلة كذلك. ألقى الصحيح عددا من قصائده التي كان منها:غراب على شجرة الميلاد، الأرض أجمل في الأغاني، ما وراء حنجرة المغني. مع جاسم لا بد من الهجرة خلف الموسيقى الشرقية، والإيقاعات البحرية التي يضعها جاسم بين يدي المعنى من خلال توظيف التراث والرموز والأسطورة تارة، ومن خلال باحات المتغيرات العصرية تارة أخرى ليضع ذاته الأول اما القضية واما المحك السؤال، لنجد جاسم يترافع عن العديد مما يدور في فلكه الذي لا يتبع لمجرة شمسية لكونه مذنبا آثر أن يكون له مساره الشعري الخاص وقاموسه وحركته التي يتميز بها في القصيدة العمودية...ليخرج بقصيدة تستطيع أن تزاحم في دورها المصعد.. الذي يحمل المعاني لنقلها بين أدوار الناس في ناطحت سحاب الحياة... ضاع الحساب وما تزال الأرض تحسب كم من الشعراء يلزمها لترويض الزمان ضاع الحساب وهاهم الشعراء ما زالوا على ثقة بأن الأرض أجمل في الأغاني