سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
جدة:الوزاري الخليجي ينتقد تقرير الخارجية الأمريكية ويدعوها لمراجعة سياستها غير الودية تجاه دول التعاون الأمير سعود الفيصل ترأس وفد المملكة إلى الاجتماع
اختتم وزراء الخارجية بدول مجلس التعاون أمس فيجدة اجتماعهم الدوري السابع بعد المائة برئاسة معالي وزير الدولة للشؤون الخارجية عضو مجلس الوزراء في دولة قطر أحمد بن عبدالله آل محمود، رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري، ومشاركة معالي عبدالرحمن بن حمد العطية، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية. ورأس وفد المملكة في الاجتماع صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية. وقد عبر المجلس في بيانه الختامي عن عميق مشاعر الحزن والأسى لوفاة فقيد دولة الكويت ومجلس التعاون، والأمتين العربية والإسلامية، الأمير الوالد الشيخ سعد العبدالله الصباح، وعن تقديره لما قدمه - رحمه الله - من مآثر جليلة لدولة الكويت وشعبها الشقيق، وتعزيز للمسيرة المباركة لمجلس التعاون. كما قدم المجلس تعازيه إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة ولشعب دولة الإمارات في وفاة الشيخ ناصر بن زايد آل نهيان تغمده الله برحمته، والهم أهله وذويه الصبر والسلوان. وأشاد المجلس الوزاري بدعوة رابطة العالم الإسلامي لعقد مؤتمر الحوار الإسلامي، الذي نجم عن اقتراح خادم الحرمين الشريفين الذي عقد مؤخراً في مكةالمكرمة - برعايته حفظه الله - على مدى ثلاثة أيام، والهادف إلى وضع أسس للحوار بين الحضارات، ومناداة شعوب العالم وحكوماتهم إلى التفاهم والحوار، وإشاعة ثقافة التسامح، والعمل على توسيع آفاقه، في ضوء القواسم المشتركة بين الحضارات والأديان، والإسهام في تجنب الحروب، وانهاء الصراعات والمشكلات الدولية. وعبر المجلس الوزاري عن تقديره وإشادته للجهود الكبيرة التي بذلها حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، أمير دولة قطر، رئيس المجلس الأعلى لمجلس التعاون، لجمع الفرقاء اللبنانيين لاجراء الحوار الوطني في الدوحة، وتوصل الفرقاء اللبنانيين إلى "اتفاق الدوحة"، والخروج بحل سياسي للأزمة، وذلك تتويجاً للجهود التي قامت بها الجامعة العربية، واللجنة الوزارية العربية، برئاسة معالي الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية في دولة قطر، وبعضوية اخوانه أصحاب السمو والمعالي وزراء خارجية الدول العربية. كما عبر المجلس الوزاري عن تهنئته وترحيبه لانتخاب فخامة الرئيس ميشيل سليمان رئيساً للجمهورية اللبنانية، وشدد المجلس على ضرورة استكمال اتفاق الدوحة من خلال تشكيل حكومة الوحدة الوطنية والبدء بإجراء الحوار الوطني، معرباً عن أمله في أن ينعم لبنان وشعبه الشقيق بالأمن والاستقرار والرخاء. ورحب المجلس الوزاري بتوقيع الاتفاقية بين المملكة العربية السعودية ودولة قطر لتنقل مواطني الدولتين بالبطاقة الشخصية وذلك في إطار استكمال التنقل بين الدول الأعضاء بيسر وسهولة وتعميقاً للتواصل بين مواطني دول المجلس. وفي مجال مكافحة الإرهاب أكد المجلس على مواقف دول المجلس من هذه الظاهرة الخطيرة والمتنامية وجدد دعوته ودعمه لكل جهد اقليمي ودولي يحقق المكافحة لهذه الظاهرة، التي باتت قضية فكرية تؤرق العالم بأسره وليس لها وطن أو جنسية كما أكد المجلس على أهمية دور مؤسسات المجتمع المدني في مكافحة الإرهاب ودعوتها إلى القيام بدورها المطلوب. وعبر المجلس عن أسفه الشديد لما احتواه التقرير الصادر عن وزارة الخارجية الأمريكية لعام 2008م حول الاتجار بالبشر من معلومات مغلوطة وغير صحيحة عن دول مجلس التعاون، والتي تهدف إلى ممارسة ضغوط غير مبررة لأهداف سياسية ودعا المجلس وزارة الخارجية الأمريكية إلى مراجعة سياساتها غير الودية تجاه دول المجلس. كما عبر المجلس عن إدانته للتفجير الإرهابي الذي وقع في الجزائر الذي راح ضحيته عدد من الأبرياء ويؤكد المجلس مجدداً دعمه للجهود الدولية لمكافحة الإرهاب بكافة صوره وأشكاله وأياً كان مصدره ومبرراته. وحول أزمة الملف النووي الإيراني جدد المجلس تأكيد التزامه بمبادئ مجلس التعاون المتمثلة في احترام الشرعية الدولية وحل النزاعات بالطرق السلمية وجدد دعوته إلى ضرورة التوصل إلى حل سلمي لهذه الأزمة. وجدد المجلس مطالبته بجعل منطقة الشرق الأوسط خالية من كافة أسلحة الدمار الشامل بما فيها منطقة الخليج مع القرار بحق دول المنطقة في امتلاك الخبرة في مجال الطاقة النووية للأغراض السلمية وان يكون ذلك متاحاً للجميع في إطار الاتفاقيات الدولية ذات الصلة. وفي الشأن العراقي جدد المجلس الوزاري تأكيداته على ضرورة احترام وحدة وسيادة واستقلال العراق وعدم التدخل في شؤون الداخلية والحفاظ على هويته العربية والإسلامية ودعا المجلس الوزاري إلى ضرورة تعزيز الدور العربي في استقرار وأمن العراق ودعم حكومته مرحباً بالزيارة التي قام بها سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير خارجية دولة الإمارات العربية المتحدة إلى العراق. كما أكد المجلس على ان تحقيق الأمن والاستقرار في العراق يتطلب حلاً سياسياً وأمنياً يعالج أسباب الأزمة ويقضي على جذور الفتنة الطائفية والأعمال الارهابية ويحقق المصالحة الوطنية العراقية الحقيقية مؤيداً وداعماً لكافة الجهود التي تبذلها الحكومة العراقية في هذا الشأن. وبشأن علمية السلام في الشرق الأوسط أعرب المجلس عن إدانته وشجبه لاستمرار الاعتداءات والممارسات الوحشية التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي بشكل يومي ضد أبناء الشعب الفلسطيني داعياً المجتمع الدولي إلى بذل المزيد من الجهود الفاعلة للضغط على إسرائيل وتحذيرها من خطورة الاستمرار في تجاهل المساعي والمبادرات السلمية العربية والدولية وتحدي قرارات الشرعية الدولية، ومطالبة إسرائيل بوقف عمليات تهويد القدس، وبناء وتوسيع المستوطنات، ورفع الحصار الجائر على قطاع غزة، واغلاق المعابر، وكافة الإجراءات التي من شأنها مفاقمة المعاناة الانسانية لأبناء الشعب الفلسطيني، مؤكدا على ضرورة تحمل المجتمع الدولي لمسؤولياته السياسية والأخلاقية تجاه الشعب الفلسطيني. كما أكد المجلس الوزاري مجددا، على ضرورة واهمية الوحدة الوطنية الفلسطينية، باعتبارها الأساس لحماية المصالح العليا للشعب الفلسطيني، داعيا الاخوة الفلسطينيين بالعودة الى الالتزام باتفاق مكةالمكرمة. وأكد المجلس مجددا، مطالبة اسرائيل بالانسحاب الكامل من الأراضي العربية المحتلة، بما في ذلك مرتفعات الجولان السورية، الى خط الرابع من يونيو حزيران 1967ومن باقي الاراضي اللبنانية المحتلة في جنوب لبنان، وفقا لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة. واعرب المجلس الوزاري عن قلقه ازاء توجه الاتحاد الاوروبي الى رفع مستوى العلاقات العالمية والسياسية والأمنية مع اسرائيل، في الوقت الذي تتواصل فيه انتهاكات اسرائيل لحقوق الانسان وعدم الوفاء بالتزاماتها، فضلا عما تم الاتفاق عليه في اجتماع انابولس، وكذلك عدم تعاملها بجدية مع مفاوضات الحل النهائي. وفي الشأن السوداني، عبر المجلس الوزاري عن إدانته للاعتداء على مدينة ام درمان، الذي استهدف امن واستقرار السودان، واكد المجلس على تضامنه مع حكومة السودان، داعيا الى معالجة الأزمة في دارفور، عن طريق الحوار، والوفاق الوطني، وبما يحقق لأبناء الشعب السوداني الشقيق الأمن والاستقرار والرخاء، في كافة ارجاء البلاد. وفي الشأن الصومالي، دعا المجلس كافة الأطراف الصومالية التخلي عن العنف، ووقف العمليات التي تستهدف عرقلة مسيرة المصالحة الوطنية، والعمل على تحقيق الوفاق الوطني، ودعم مؤتمر المصالحة الذي عقد في جيبوتي، ونشر الأمن والاستقرار في ربوع كافة الاراضي الصومالية. وأكد المجلس على ضرورة الالتزام بالتعهدات، والاتفاقات، التي جرى توقيعها في جدة بالمملكة العربية السعودية بتاريخ 2007/9/16م برعاية خادم الحرمين الشريفين. هذا وقد عقد معالي وزير الدولة للشؤون الخارجية في دولة قطر أحمد بن عبدالله ال محمود، رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري والأمين العام لمجلس التعاون العربي مؤتمرا صحافيا، حيث اكد ال محمود في رده على سؤال "الرياض" عن تسارع دول مجلس التعاون لفتح سفارات في العراق بعد التحسن الملحوظ لاداء الحكومة العراقية بان ذلك ليس تسابقا من دول المجلس وان لكل دولة الحق في اتخاذ القرارات التي تراها مناسبة في ذلك كما اجاب العطية على سؤال "الرياض" حول المعلومات التي تشير عن وساطة سورية بين ايرانوالامارات لحل قضية الجزر بانه لا توجد اي معلومات حول هذا الموضوع وماهو موجود هو الثوابت الخليجية المعروفة في هذه القضية التي تضمن عودتها الى دولة الامارات واعلن عبدالرحمن العطية الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي ان دول الخليج حددت يوليو المقبل لاعلان موقفها النهائي من المفاوضات مع الاتحاد الاوروبي بعد التطور الذي وصفه بالسلبي بسبب ان طول مدة التفاوض مع الاتحاد الاوروبي أمر لا يحتمل خاصة مع التطور السلبي الذي يدور حول منح اسرائيل صفة الشريك قبل تسوية القضية الفلسطينية معبرا عن اسفه في ان هذا التوجه الذي انتهجه الاتحاد الاوروبي لا يخدم العلاقات مع دول المجلس مطالبا في الوقت ذاته مجلس الاتحاد الاوروبي اقحام القضايا السياسية في القضايا التجارية. في رد على سؤال حول الحراك الخليجي لمواجهة التضخم اوضح وزير دولة قطر للشؤون الخارجية رئيس الدورة الحالية ان دول المجلس تولي قضية التضخم الذي يواجه ويجري حاليا تكليف لجان لاتخاذ الخطوات التي تساعد في تخفيف حدة التضخم. وحول خطورة دول المجلس في استخدام الطاقة النووية في الأغراض السلمية اشار الوزير الى أن ذلك مرتبط باجراءات ودراسات من قبل وكالة الطاقة النووية وما زالت دول الخليج في انتظار تلك الدراسات. وقال ان المجلس الوزاري وجه الأمين العام لهيئتي التقييس والاستشارات الصناعية بالاسراع في استكمال انضمام اليمن لهاتين المنظمتين اما فيما يتعلق بانضمام اليمن الى مكتب براءة الاختراع الخليجي فان المجلس الوزاري اجل مناقشة هذا الموضوع لان الأمر يتعلق ببعض المتطلبات بشأن اتفاقية التجارة الحرة العالمية. من جانبه قال الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي انه من مصلحة اليمن عدم الانضمام في الوقت الراهن لمكتب براءة الاختراع لدول المجلس منوها بأن المجلس الوزاري وجه بالاسراع في انضمام اليمن الى هيئتي التقييس والاستشارات الصناعية. مشيرا الى أن المجلس استمع الى تقرير الأمين حول سير التعاون بين مجلس التعاون واليمن في مختلف المجالات واشاد بما تم تحقيقه في مسارات التعاون المختلفة.