أعلنت هيئة دبي للثقافة والفنون أن ثلاث مجموعات ألمانية مختصة في إدارة المتاحف هي "مجموعة المتاحف الاتحادية الألمانية في برلين"، و"مجموعة متاحف ورسومات بفاريا في ميونيخ"، و"مجموعة المتاحف والأعمال الفنية لولاية سكسونيا في درسدن"، ستقوم بتأسيس مقار لها ضمن مشروع "المتاحف العالمية" في دبي وهي المبادرة التي أطلقها مؤخراً الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الامارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي. وستعمل مجموعات المتاحف الثلاثة بالتعاون والتنسيق مع هيئة دبي للثقافة والفنون على تطوير وتنفيذ عدة مبادرات مشتركة تتضمن تنظيم معارض ومؤتمرات تتعلق بقطاع الفنون الجميلة والثقافات العالمية. كما ستسعى هذه المؤسسات إلى تبادل الخبرات مع الهيئة في مجال العلوم وترميم المواقع الأثرية والبرامج التعليمية، إضافة إلى عرض الأعمال الفنية النادرة والمعاصرة من كافة أنحاء العالم. وقال الدكتور عمر محمد أحمد بن سليمان، العضو المنتدب في هيئة دبي للثقافة والفنون: "يمثل قرار هذه المؤسسات الثقافية الرائدة بإنشاء مقار لها في دبي الشراكة الأولى من نوعها بين هذه المؤسسات العالمية. ومما لاشك فيه أن هذه الخطوة تعكس أهمية موقع دبي كنقطة تلاق تجمع الشرق والغرب وتستقطب كبرى المؤسسات الثقافية حول العالم، بما يجسد أهداف خطة دبي الاستراتيجية للعام 2015التي حدد معالمها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم". وأضاف الدكتور عمر: "تساهم شراكة هيئة دبي للثقافة والفنون مع نخبة من أبرز الفنانين، وصالات العرض، والمؤسسات الفنية والمتاحف من مختلف أنحاء العالم، في دعم وتشجيع ثقافة الحوار بين الأمم. كما أن هذه الخطوات ستضمن نجاحنا في تجسيد رؤية الهيئة في تحويل دبي إلى منبر ثقافي عالمي من خلال تعزيز مثل هذه الشراكات الاستراتيجية المهمة". وتعد مجموعة المتاحف الاتحادية الألمانية (ستاتليشن ميوزن زو برلين) إحدى أكبر مجمعات المتاحف في العالم، حيث تضم 16متحفاً وعدداً كبيراً من الفروع وصالات العرض المنتشرة في كافة أنحاء برلينوألمانيا، بالإضافة إلى 3مراكز للأبحاث، وأكبر ورشة لأعمال الترميم في العالم. وتغطي معروضات المتاحف الاتحادية تشكيلة متفردة من الأعمال الفنية والتحف الأثرية وإنتاجات الأعراق البشرية في أوروبا والعالم الإسلامي وآسيا وإفريقيا وأمريكا. وتعمل مجموعة المتاحف الاتحادية منذ إعادة توحيد ألمانيا عام 1990على تنفيذ خطة شاملة لإعادة هيكلة المتاحف وإجراء توسعات كبيرة على مواقعها الحالية. وفي عام 1999ضمت منظمة اليونيسكو جزيرة المتاحف في برلين، المعلم الحضاري الأبرز في العاصمة الألمانية، إلى لائحة التراث الإنساني تقديراً لما تتضمنه من تحف وآثار نادرة من بينها تمثال نصفي ملون للملكة المصرية نفرتيتي، وشارع المواكب في بابل، وهيكل بيرغامون. وقال الدكتور بيتر كلاوس شوستر، المدير العام للمتاحف الاتحادية في برلين: "يسعدنا أن نعمل جنباً إلى جنب مع متاحف درسدن ومتاحف ميونيخ لتطوير مجمع متاحف متكامل يضم فنون العالم بالتعاون مع شريكنا الجديد، هيئة دبي للثقافة والفنون. وسنسعى في رابطة المتاحف الألمانية في برلين ودرسدن وميونخ إلى إنجاز هذا المشروع الرائد عبر منصة حوار عالمي تضم متاحف لندن، ونيويورك، وموسكو، وسان بطرسبرغ، وبكين، لتكون دبي وفي غضون أعوام قليلة مركزاً عالمياً للمتاحف والمعارض لكافة الأنواع الفنية وعبر مختلف العصور منذ فجر التاريخ وحتى اليوم". وتعتبر مجموعة متاحف ورسومات ولاية بفاريا في ميونيخ (بايريشن ستاتسغيمالديساملونغين)، والتي تضم أكثر من 30ألف عمل فني، واحدة من أكبر مجموعات الأعمال الفنية في العالم. وتشمل هذه المجموعة أعمالاً فنية من القرن الرابع عشر وحتى الأعمال الفنية المعاصرة، والتي جمعتها مؤسسة "البيت الملكي" في بفاريا. ويتم عرض هذه الكنوز الفنية في أكبر ثلاثة متاحف فنية في ميونيخ وهي "ألتي بيناكوثيك"، و "نوي بيناكوثيك"، و"بيناكوثيك دير مودرن"، إضافة إلى 13صالة عرض تتبع هذه المتاحف في كافة أنحاء ولاية بفاريا. وتعد مجموعة المتاحف والأعمال الفنية لولاية سكسونيا في درسدن (ستاتليشن كونستساملونغن درسدن) من أهم وأعرق المتاحف في العالم، حيث يعود تاريخها لأكثر من 450عاماً مضت. وتعرض المجموعة التي تضم 11متحفاً، تشكيلة متنوعة وغنية من الأعمال الفنية التي لا مثيل لها في أي مكان آخر في العالم. وتحتوي "ستاتليشن كونستساملونغن" على قاعة الكنوز الوحيدة التي ما تزال موجودة حتى الآن وهي "ذا غرين فاولت" وتضم حوالي 3000تحفة فنية من الذهب والفضة والألماس واللؤلؤ. وقد تم تصميم هذه القاعة على طراز الفن المعماري لعصر الباروك لتعكس لدى المتلقي انطباعاً بالقوة والثروة. وقال الدكتور مارتن روث، مدير عام مجموعة المتاحف والأعمال الفنية لولاية سكسونيا في درسدن: "تتمثل إحدى أهم مهامنا وأكثر التحديات التي تواجهنا في العناية بهذه المعروضات الثمينة والحفاظ عليها عبر مئات السنين من أجل الأجيال القادمة. إننا نرى في هذه الاتفاقية تشريفاً لنا ومسؤولية كبيرة تقع على عاتقنا".