عودة للأحاسيس، الوصف الذي يمكن ان تتصور به الحالة الحقيقية للنغم المتخم بالتجديد والرومانسية، وانت تستمع لجديد عبدالمجيد عبدالله (مليون خاطر)، فالمستمع لهذا الالبوم الراقي والمحترف في تفاصيله، سيلاحظ ان الامر في العذوبة الممتزجة بهذا الالبوم لاتقتصر على الصوت العذب لعبدالمجيد او الكلمات الحلوة او الالحان المتجددة فقط، فأنت تستمع لكم من الاغاني بتسلسل ورتم متقارب احساسا ومختلف فكرة واداء وهذا هو الجديد والفريد في (مليون خاطر) الالبوم الذي من وجهة نظري الخاصة، نقل الاغنية السعودية لمراحل اكثر احترافية واكثر رومانسية وباسلوب علمي غير عشوائي مطلقا. 16اغنية او وردة ضمها الالبوم، كم متناسق مع كيف متقن، الكلمات غير تقليدية ومحتواها مليء بالعذوبة والسحر الكلامي، فكلمات الالبوم قصص موسيقية، اعطاها فريق عمل الالبوم سيناريو واخراج فريد وملهم احساسا وروعة للمستمع . فانت لاتستمع لمجرد اغانٍ يضمها البوم واحد كالمعتاد، وتصبح احيانا حالتك المزاجية متراوحة مابين الاستمتاع تارة والهروب لاغنية في الالبوم تارة اخرى، فالجديد بالفعل هو انك تستمع لاغانٍ كبيرة بالكم ورائعة بالكيف، كعقد اللؤلؤ المتناسقة وباتقان (داناته)وكل (دانه)احلى من الاخرى كما نعرف في حبنا للدانه،فالحرفية التجديدية في اسلوب اللحن والموسيقى، اعطت لاغاني الالبوم فخامة غنائية مترفة . وهذا التطوير والنقلة التي امتعنا بها عبدالمجيد عبدالله تعطي تمتعا اكبر للمتابع لمشوار عبدالمجيد و لتاريخه مع الاغنية، فرغم مرحلة التذبذب التي مرت على مطربنا العذب، الا انه وباستمرار يفاجئنا بنواحي تجديدية، تسجل له تاريخيا في مشوار الاغنية، فهو صاحب افكار خلاقه منذ اطلالته على الساحة، وقد تصطدم هذه الافكار الابداعية احيانا بعدم التقل لها او الاندماج معها ككثير من اغاني عبدالمجيد في الفترة الاخيرة، ولكن الروح الابداعية الراقية عند عبدالمجيد لم تدعه يصطدم بالواقع وانما تجد حضوره غير عادي وحضور للمستقبل وليس لحدود الزمان والمكان، فالافق لديه كاشعة الضوء لا يقف امامها أي حدود وكرائحة الفل والياسمين عندما تنبث اعطارها لتعطي للمكان لغة حسية تصل للقلب قبل وصول حاسة الشم اليها!! في هذا الالبوم تظل اطلالة فيصل بن خالد بن سلطان اكثر رومانسية وقربا من الواقع والروح، وهذا الامر يعيدنا لتتبع مسيرة هذا الكاتب النخبوي احساسا مع الاغنية الحديثة وتعاونه مع عدد من نجوم الغناء، فمن خلال اغانيه التي كتبها بالبوم مع عبدالمجيد عبدالله (مليون خاطر، واموت بحبك) نجد الكلمة الغنائية الصعبة في تكوينها البنائي والغاية في السهولة في تأثيرها العاطفي، فالمستمع امام موسيقى كلامية واحاسيس مفعمة بلغات المشاعر،فلاتجد في كلماته التكلف في البحث عن الالفاظ ولا محاولة مجاراة تجارب الآخرين، انما انت امام تجربة شبابية مدهشة بالفعل وعميقة بمعانيها الحسية وبساطة التمتع بها. فأغنية (اموت بحبك) من وجهة نظري الخاصة تعتبر نقلة في التجارب الغنائية المتعارف عليها، فهي ككلمات تتميز بانها لغة خاصة مرسومة باطار غير محدد تفاصيله، وتندهش للكم الكبير في هذه الكلمات غير المعقده، فالحالة التي كتبت بها (اموت بحبك) حالة مزاجية مليئة بالعنفوان اللفظي الممتزج بالاحساس الرومانسي الغارق بالعذوبة في المعاني والالفاظ،ومما زاد من الروعة المتناهية لهذه المقطوعة الموسيقية شعرا، ان الموسيقى واللحن تناسبت مع هذه الاغنية المجنونة، فكانت بصوت وعذوبة عبدالمجيد عبدالله احساسا آخر ونموذجا غنائيا جديدا، يطل علينا بعد افتقادنا للرومانسية في اغانينا، وبطبيعة الحال وللمصداقية فان جميع اغاني الالبوم لاتقل روعة عن هذه الاغنية . البوم رائعة يقف خلفه مبدع وهو الملحن سهم والذي لا اعرف من يكون سوى انه رائع بكل المعاني. قررت أموت بحبك..وامشي معاك فدربك انتا يا ساكن قلبي..اسمحلي اعيش بقلبك قربك ترا يحييني..وصوتك انا يهديني