لقد تم التوصل مؤخراً إلى حل مثالي للقضاء على العنوسة في المجتمع فقد نشرت جريدة "الرياض" مؤخراً وغيرها من الصحف أنباء غريبة استقبلها البعض بالتندر والبعض باركها وهناك من استنكرها بشدة واعتبرها جريمة.. وهي أنباء مضحكة موجعة ومن بينها زفاف أصغر عريس بسن الحادية عشرة على طفلة بالعاشرة والمعازيم (طلاب الصف الرابع بالمرحلة الابتدائية) مع أولياء أمورهم ومعلميهم. والآخر بسن الثالثة عشرة وزوجته بالسادسة عشرة ومن المضحك المبكي أن الطفل لم يبلغ فقد بقيت زوجته بغرفة أخواته لحين بلوغه بعد ستة أشهر من عقد القران. ونحن نعلم أن لكل مرحلة عمرية يمر بها أي إنسان مميزات ويخضع جسده لعدة تغيرات متسلسلة نفسياً وجسدياً تبدأ بالطفولة البريئة ثم المراهقة وهي مرحلة التحول من الطفولة للشباب وما يعتريها من ثورة نفسية وجسدية حتى تستقر الأوضاع بالمرحلة التي تليها وهي مرحلة النضج واكتمال النمو وبناء الحياة بل وتكوين الذات والشخصية والكفاح لبناء بيت وتكوين أسرة ثم الوصول لمرحلة الشيخوخة أو الكهولة. وعندما يأتي من يتخطى الأسس والركائز التربوية والمراحل العمرية المتسلسلة ليحذف مرحلة كاملة من حياة ابنه أو ابنته بلحظة طيش بل وجنون ويقذف به بالمرحلة التي تليها بوحشية تبدأ بلبس البشت ودق الدفوف وتنتهي باغتيال الطفولة البريئة ووأدها خلف أسوار الغموض فمن يعترض على ما فعل وحجته أن ذلك ابني وأنا حرٌ به. فابن الحادية عشرة الذي تم زفافه على ابنة عمه الطفلة ذات السنوات العشر ضحية وعروسه التي تصغره هي الضحية الأخرى فمن القاتل والمقتول بتلك الجريمة المغلفة بباقة من الورد والزغاريد.. ولو لبسا أجمل الثياب ورسما على محياهما أجمل ابتسامة فهي لا تتعدى كونهما قد فرحا بلعبة جديدة.. وأصغر عروس ستكون أصغر مطلقة وإن لم تكن ستكون أصغر ضحية للعبة قدمها الكبار بوحشية لطفولة تحتاج لرعاية وحب أبوي قبل دخول عش الزوجية، وهؤلاء الأطفال سيكون لديهم أطفال بحاجة لرعاية الكبار فمن سيربيهم ويربي أطفالهم. أليس من العدل تحكيم العقل لوضع عقوبة لمن يعتدي على أولئك الأبرياء وهم يقلدون أدواراً فوق مقدراتهم البدنية والعقلية والنفسية بتحديد سن لعقد القران وإذا كان الطفل يتعرض للعنف في مجتمعنا عن طريق الإيذاء الجسدي وهناك حملات لمحاربته أليس هذا الرباط بين طفلين يعد إيذاءً جسدياً ونفسياً.. ليصبح الزواج الذي يجهل أسراره ومتطلباته البالغون لعبة بيد الطفولة. ومع قدوم الصيف فما أجمل الطفل بعد ذلك وهو يطل برأسه على والده وبيده الشهادة ناجحاً وهو يقول: يبه مليت من زوجتي غيرها لي. وعلى كل أب أن يدرك أن طفله قد مل من كثرة الألعاب والرحلات والترفيه وعليه مواكبة العصر والتطور بتقديم زوجة له وبذلك يكون الأب المثالي ويقضي على الطفولة.. عفواً أقصد العنوسة..!!