عرضت أمانة منطقة الرياض في نهاية الأسبوع الماضي على مسرح مركز الملك فهد الثقافي المسرحية الكوميدية "ساهم لي على العشرة" المقدمة من قبل فرقة عنيزة المسرحية، تأليف سعد المسمى وإخراج علي السعيد وبطولة عادل الضويحي وعبدالرحمن الصالحي وأحمد الحميميدي ويوسف الدامغ وبدر المرزوقي، وقدم مخرج المسرحية علي السعيد قبل بداية العرض درعاً تذكارياً لمعالي أمين مدينة الرياض الدكتور عبدالعزيز بن عياف استلمه بالنيابة عنه مدير الخدمة الاجتماعية المهندس بدر البديوي، وذلك تقديراً لجهود معاليه في تشجيع المسرح، وأهدت الفرقة المسرحية أيضاً هذا العرض لروح فنان عنيزة الكبير سعد محمد الخويطر بمناسبة ذكرى مرور عشر سنوات على وفاته. وأبدى طاقم العمل جزيل شكره وعرفانه لأمين منطقة الرياض لاتاحته الفرصة لهم بالتحول من الإقليمية التي كانت تحاصر نشاطات الفرقة لجمهور أوسع وأرحب مثل جمهور الرياض، الذي تفاعل مع العرض كثيراً مما جعل أحد الجمهور يعلق بصوت مرتفع بعد نهاية المسرحية "بأنها أفضل مسرحية تم عرضها حتى الآن"، هذا ويعتبر العرض الذي أقيم مساء الخميس الماضي العرض السادس عشر للمسرحية منذ انطلاقها الأول في احتفالات مدينة الرياض بعيد الفطر الماضي عندما عرضت على مسرح نادي النصر، وسيلي هذا العرض عرض آخر في سجون منطقة القصيم قريباً حسب طلب قدمته إدارة السجون للفرقة. بدأت المسرحية واختتمت بأهازيج شعبية راقصة، ومن خلال فصل المسرحية الأول، الذي جاء بطابع كوميدي خفيف لطبيعة الفصل الذي مهد لما سيأتي في الفصل الثاني، نرى سوقاً شعبياً في إحدى المدن القديمة، وشباب قروي ساذج أمله الوحيد هو النيابة عن والديهم بالجلوس في المتجر وبيع المواد الغذائية، بعدها يقفز بنا الزمن لسوق أسهم اليوم ومرتاديه، لنرى هؤلاء الشباب وقد أصبحوا "هواميراً" في الأسهم، وما بين المفارقات التي تطرحها المسرحية عن سوق الأمس الشعبي البسيط وسوق اليوم الغادر والانتهازي، تبرز جرعات كوميدية مكثفة بروح جريئة وإسقاطات اجتماعية. هذا وقد صرح مخرج المسرحية علي السعيد لثقافة اليوم بأنه من الداعين للمسرح الشعبي الذي يصل لجميع الشرائح الاجتماعية وهذا لا يعني أنه ضد المسرح التجريبي مذكراً بتجارب مسرحية للفرقة كان التجريب فيها وفقاً للمكان، كإقامة عروض مسرحية وسط مزارع عنيزة بدلاً من خشبة المسرح، وقال سعد المسمى كاتب النص "إن المجتمع السعودي له حق علينا بأن نقدم له مسرحاً يسليه"، ولذلك فإن الفرقة تسعى لإرضاء الجمهور السعودي بمثل هذه العروض الكوميدية والتي تلامس في الوقت نفسه هموم ومشاكل المواطن العادي بشكل يحترم عقله، وبقدر ما كان طاقم العمل يرى جمهور الرياض بنوع من الرهبة والتخوف، كأي لقاء أول يجمع ما بين نجم وجمهور، حيث إن أبطال المسرحية هم نجوم في عنيزة لكنهم مجهولين نسبياً في الرياض، وبقدر كل ذلك التخوف، إلا أن صيحات الإعجاب والترحاب الحار والضحكات الصاخبة التي تزامنت على طول خط المسرحية قللت من حدة توتر الممثلين، الذين كان أداؤهم كبيراً وبمستوى لا يليق إلا بالنجوم، ووعد طاقم العمل جمهور مدينة الرياض بتقديم مستوى أفضل في عيد الفطر القادم من خلال مسرحية جديدة عنوانها "لا طبخ ولا شوي".