هل يختلف الدارسون بمدارس تعليم قيادة السيارات عن غير الدارسين بها، في نوعية الحوادث وفداحتها ، نتيجة للمعارف النظرية والمهارات العمليّة التي اكتسبوها في هذه المدارس؟ سُؤال طُرِح في بحث بعنوان "تقويم مدارس تعليم قيادة السيارات في المملكة العربية السعودية" (السيف وآخرون 1413ه) تم بدعم وتمويل من مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية ،السؤال أعلاه كان من ضمن تساؤلات أهداف البحث الذي شخّص واقع ومخرجات مدارس تعليم القيادة آنذاك وقد أوصى الباحثون ب(16) توصية لا اعتقد بأن أيّاً منها رأى النور وسأستلّ منها توصيتين على سبيل المثال حتى أُثبت بالدليل القاطع أن مُعظم البحوث لا يُستفاد منها لا في الماضي ولا الحاضر : @ يتم عقد اختبار تحريري في المعلومات المروريّة وأصول القيادة (لكل) المتقدمين للبرنامج الفوري، ومن لم يجتز منهم هذا الاختبار لا يُسمح له بالانضمام إلى هذا البرنامج وعلى الإدارة العامة للمرور بالتنسيق مع مدارس تعليم قيادة السيارات إعداد برنامج يقع بين البرنامج الفوري والبرنامج العادي من حيث المدّة والتكلفة بحيث يتمكن الدارسون من التعرّف على المعلومات والإشارات المرورية وأصول القيادة الواردة في مقرر السلامة المرورية المقترح. وتوصية أُخرى تقول : @ أن يتم إعداد اختبار تحريري قبلي (Pre-Test) فور التحاق الدارس في المدرسة في مجال المعلومات والإشارات والسلامة المرورية والقيادة الوقائية لتحديد نقاط الضعف وإعداد البرنامج المناسب لمستوى الدارس وبعد إنتهاء الدارس للبرنامج الذي التحق به يُعطى اختباراً بعءديّاً (Post-Test) ولا يُسمح بإعطاء رخصة قيادة إلاّ لمن اجتاز هذا الاختبار بنسبة نجاح معينة (75%)..إلى آخر التوصية. حين قلت الأسبوع الماضي في مقال تحت عنوان (أبحاث مصيرها المدافن) إن (معظم) البحوث والدراسات التي أُجريت في بلادنا تقبع في (شوالين) وأدراج الجهات المستفيدة دون أن يكلّف أحد العاملين خصوصاً إدارات التخطيط فيها عناء تصفّح مُجلّداتها ولو لمجرّد الاطلاع ، فإنني أعني ما أقول وما هذا البحث عن مدارس تعليم قيادة السيارات إلاّ مثال اخترته عشوائياً من عدّة بحوث اقتنيتها من مطبوعات مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية التي تشتكي تجاهل الاستفادة من أبحاثها ، بهذا ثبت أن الأقوال الذهبيّة تتبعها أفعال من صفيح كما يقول المثل.