لقد أصبح 90% من أطفال مدارسنا يعانون من تسوس الأسنان. وهذه النسبة المؤلمة هي من اعلى النسب المسجلة، وتمثل ضعف ما كانت تأمله وتسعى اليه منظمة الصحة العالمية قبل حوالي ثلاثة عقود من الزمن لعام 2000م، بل انها تزداد سوءا رغم تقدم الخدمات الصحية وتحسن المستوى التعليمي والمعيشي. ان التسوس بهذا قد استشرى حتى اصبح وباءً يوجب التصدي له بحرب مسبباته والترصد له وجعله أولية بين المشاكل الصحية. ان اسنان اطفالنا امانة في أعناقنا؛ والدين كنا او معلمين في الصحة عاملين او غيرهم من المسؤولين بل وحتى التجار والمعلنين. ان الواجب من رعاية الأسنان ليس توفير الخدمات الصحية المتقدمة كالتقويم والزراعة؛ بل رعاية تمتد من رعاية الأم الحامل رعاية طبية جيدة شاملة التغذية المناسبة - لتنجب وليدا مؤهلا لأسنان صحية - فرضاعة طبيعية، وتعريض كاف لأشعة الشمس، ثم حماية للطفل من الإسراف في الحلويات والمشروبات الغازية وتعويده مبكرا على تنظيف الأسنان بالسواك وباستعمال الفرشاة والمعجون والخيط السني. ثم الزيارة الدورية لطبيب الأسنان مرتين كل عام لتوعية الطفل ووالديه والاطمئنان على سلامة فمه بالكشف عليه، وحماية أسنانه بالحشوات الواقية، واكتشاف ما قد يكون لديه من علة كتسوس او تشوه او التهاب او غيرها. هذا اضافة الى نشر ثقافة شرب الحليب في كل الأعمار لاسيما للحامل والمرضع والرضيع والطفل والشاب اليافع. وكذا امداد مياه الشرب بما يكفي من مادة الفلورايد الواقية من التسوس دون ان تزيد الى ما يلون الأسنان فيشوهها. ثم يأتي بعد ذلك الرعاية الثانوية للأسنان المتسوسة واللثة المريضة والتشوهات. ان ازدحام عيادات الأسنان في المراكز الصحية وطول انتظار المواعيد في مستشفيات الحكومة مرد اكثره الى سوء رعاية الأسنان في الصغر والحفاظ عليها في كافة مراحل العمر. وما انتشار عيادات الأسنان الخاصة في كل شارع وناحية حتى اصبحت تجارة رائجة - فتجاوز تقدير تكاليفها ثلاثة مليارات ريال - الا احدى نتائج تدني صحة الأسنان في المجتمع. والخسارة اعظم فيما يحدثه التسوس من ألم ثم اجراءات علاجية مزعجة وخلع وتشويه وحرمان وظيفي لا يعوض. لقد دأبت وزارتا الصحة والتربية والتعليمت الى القيام بالزيارات الدورية الى المدارس لتوعية الأطفال ومعلميهم والكشف على افواه التلاميذ لإحالة المرضى الى المراكز الصحية لتقديم العلاج المناسب لهم. وتأتي هذه الحملة في قطاع البدائع لتعزز مفاهيم صحة الفم والأسنان لدى هذه الفئة ومعلميهم ووالديهم، ولتقدم الرعاية الأولية لأسنان الأطفال كشفا ثم احالة. وينفذ هذه الحملة قطاع البدائع بدعم من ادارة الأسنان بالمديرية، وبرعاية مركز تعزيز الصحة بالقصيم المدعوم من برنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأممالمتحدة الإنمائية (أجفند)، وعدد من المؤسسات الأهلية وجريدة "الرياض" الراعي الإعلامي. وإنا لنتطلع الى وعي كاف ورعاية صحية مناسبة لنحفظ الأسنان من السوس لتبقى ما بقي صاحبها قوية جميلة ناصعة. وفي الختام اشكر مدير عام الشؤون الصحية لدعمه ومساندته وإدارة طب الأسنان بالمنطقة وزملائي في قطاع البدائع وعلى رأسهم رئيسهم الأستاذ ابراهيم الرباح وكافة الزملاء أطباء وفنيين ومنسقين وإداريين وأشكر كل من قدم عونا ودعما من قطاع خاص او عام. @ مساعد مدير عام الشؤون الصحية للرعاية الأولية بالقصيم