توظيف الفتيات السعوديات يظل هاجساً لعدة جهات ذات صلة بعمل المرأة المؤهلة للعمل في مختلف المجالات، خاصة وأن هناك العديد من القطاعات التي تحتاج لهن ولكن يبدو أن هناك كثير من المعوقات التي تحول دون ذلك منها الإجرائي الخاص بالمؤسسات، ومنها ما يتعلق بثقافة العمل لدى الفتيات ومنها تأهيلهن للأعمال المختلفة، حيث لا توفر كثير من المؤسسات فرص تدريب لهن ويفضلن التعامل مع موظفات جاهزات ولذلك يستخدمن الأجنبيات، أي أن قوانين السوق لا تسمح بالمجاملة أو تعريض المؤسسات لخطر التوقف بسبب توظيف غير مؤهلات فالمهم في النهاية هو خدمة المصالح لتحقيق الربح خاصة إذا ما علمنا أن نظامنا الاقتصادي نظام رأسمالي. تقول نبيلة البسام بأن من المشكلات التي تعاني منها الفتيات السعوديات هي المواصلات التي تقلهن لأعمالهن وأنا ضد سيدات الأعمال اللواتي يستقدمن العمالة وسبب استقدامهن للأجنبيات، حسب اعتقادي، هو تحدث اللغة الإنجليزية والعمل لأوقات إضافية فأنا في السابق وظفت أجنبيات وعربيات وبعد ذلك وظفت السعوديات وأصبحت لدي مشكلة معهن في المواصلات والتزاماتهن العائلية. أصول اللياقة وتضيف رئيسة مجلس إدارة شركة السيل الشرقيةالمتحدة نادية الدوسري قائلة صحيح بأن سيدات الأعمال يفضلن الأجنبيات على السعوديات والسبب أن معظم السعوديات ليس لديهن الأساسيات ومخرجات التعليم لا تعطي هذه الأساسيات التي نعتبرها مهمة جداً في الوظائف فهن لم يتعلمن البحث النقدي وإن تعلمن الحفظ فقط وأنا بعملي أحتاج إلى فتاة لديها حرفية ووعي تطور نفسها وتخرج الحلول وليس كرسياً موجوداً بالشركة وعلى فكرة فمخرجات التعليم عندما تدرس مثلاً التفكير والتخطيط وعمل البحوث من مدارس الابتدائية لا أن تلقن فهذا التلقين يخرج لدينا شخصاً يسمع ويردد المسموع فمثلاً موظفة الاستقبال لا تمتلك أصول اللياقة بطريقة الرد لأنها غير معتادة على ذلك والحياء يغلب عليها وأنا أقضي معها فترة طويلة لكي أعلمها وممكن أن تفهمني خطأ وصاحب العمل دائماً يبحث عن الشيء الأسهل وذلك بالمنطق التجاري البحت وليس مسألة تفضيل جنسية على جنسية أخرى فنحن نبحث عن الشخص الذي يخدم مصلحتنا في النهاية لتحيق الربح ولسنا مدرسة لنعلم والمراكز التدريبية في المؤسسات التجارية تعتمد على نوعية العمل فمثلاً شخص لا يعرف اللغة الإنجليزية فنعلمه اللغة من خلالها أو صيانة وتشغيل شيء ولكن لا نستطيع تعليمه اللغة كاملة في كورسات التدريب فيجب أن يتحدث اللغة وأنا بدوري أقوم بتعليمه أن يتحدث اللغة الصناعية. المسؤولية والالتزام وتقول مديرة عام مؤسسة إبداع نورة الشعبان: أرى السعوديات بنات البلد المدربات والمهيآت أفضل من المستقدمات بكثير ولدينا الآن العديد من نساء المنطقة الشرقية مدربات ومؤهلات سواء كان في التجميل أو الخدمات الخاصة بالنساء فلماذا نستقدم الأجنبيات ونحن نستطيع تدريب الفتيات وأنا مع توظيف السعوديات وليس الاستقدام، ونحن لدينا مشكلة وهي أن النساء في السابق لا يعملن ففي الصين واليابان أيد عاملة من نفس البلد فسيدة الأعمال في بعض الأحيان يكون معها حق في أن تستقدم العاملات لأن بعض السعوديات ليس لديهن مسؤولية أو التزام وأنا كسيدة عمل أوظف فتاة وبعد تدريبها أتفاجأ بأنها ذهبت لعمل آخر أو قامت بفتح محل وهناك مشاكل كثيرة من هذا النوع ولكن نستطيع حل هذه المشاكل إذا قمنا برفع درجة الوعي لدى الفتاة وتعليمها المسؤولية المهنية والإنتاجية. فمثلاً هناك بعض الشركات التي تقوم بتغليف المواد الغذائية وأنا لا أعرف نظافتها من عدم نظافتها فلماذا لا نستبعد العامل الأجنبي ونوظف بدلاً منه فتاة سعودية وهذه المهنة لا تحتاج إلى تعليم فهي فكرة وأتمنى أن تطبق. وتواصل الشعبان قائلة: سيدات الأعمال يحتجن إلى فريق عمل قوي لذا يبحثن عن المؤهلات فكرياً واللواتي لديهن التزام بالوقت والعمل وسيدة الأعمال تحتاج إلى العمالة لأنها إنسانة محترفة وملتزمة بالوقت وهناك عقد بينها وبين العاملات الأجنبيات. وبالنسبة للشروط والالتزامات (العقد) التي أصبحت أحد الأسباب التي جعلت سيدات الأعمال وصاحبات العمل يصرفن النظر عن السعوديات لديهن، تقول الشعبان: في العقد لا يوجد شروط تجعل السعودية تحس بالمسؤولية فمثلاً العقد بينها وبين الشركة لمدة سنة فيجب أن يكون به شرط جزائي يلزمها أن تبلغ الشركة بتركها للعمل قبل نهاية العقد بشهر حتى يتسنى لها توفير البديل وإن خالفت يكون عليها جزاء مثل عدم إعطائها راتبها أو فرض غرامة عليها. تجربة أرامكو وتؤيد هند الزاهد مديرة مركز سيدات الأعمال في الغرفة التجارية بالمنطقة الشرقية توظيف السعوديات والسعوديين ولدينا أكبر تجربة ناجحة وهي تجربة أرامكو بتوظيف السعوديين الذين أثبتوا بها جدارتهم وأنا أعتقد أنه إذا تعاملت سيدات الأعمال والمؤسسات الخاصة مع الموظفات السعوديات بطريقة جيدة وكان العمل منظما وواضحا فلن يتركن العمل بتاتاً إلا إذا كان هناك سبب قوي وبالنسبة لاستمرار السعودية بعملها فمثلاً ارامكو وبعض الشركات الكبرى وحتى الصغرى أيضاً بها نسبة سعوديات كبيرة جداً ملتزمات بالعمل لأن هناك جودة ألزمتهن بالبقاء على رأس العمل مثل الاهتمام بالموارد البشرية ووضوح السلم الوظيفي وعندما يكون لديهم خلفية عن كل هذه الأمور وأنا أتمنى من سيدات الأعمال بأن يستثمرن أكثر في بنات وشباب بلدهم والسعوديين بهم صفات جميلة وقدرات ومهارات ممتازة .