بدأ الفحص الإلزامي للمتقدمين للزواج قبل أربع سنوات، واستطاع أن يحقق خلال هذه الفترة الوجيزة نجاحات باهرة، وأن يزيل بعض العوائق الاجتماعية التي واجهت بعض أفراد المجتمع في بداية إلزاميته، خاصة ما يسمى بالحرج الاجتماعي الذي كان يواجهه الشاب والشابة المقبلان على الزواج. أما الآن فقد شهدت مراكز الكشف الطبي في جميع أنحاء بلادنا إقبالا كبيرا من الشباب والشابات؛ وذلك نتيجة إلزامية الفحص، ليقينهم وقبل ذلك يقين المسؤولين أن إقامة الكشف الطبي يصب في مصلحة المتزوجيَن ومصلحة أبنائهما، فالأهداف الرئيسة من إقامة هذه الفحوصات متعددة، منها: العلم بالأمراض المحتمل وجودها بأحدهما ليتسع الخيار أمام الزوجين في الإنجاب أو عدمه، أو حتى بإتمام الزواج أو نقضه، ومنها كذلك: التأكد من سلامة البنية التناسلية لكلا الزوجين، والتحقق من خلوهما من الأمراض السارية والمعدية التي قد تضر بصحة أحد الشريكين وتهدد حياتهما وحياة نسلهما للخطر؛ مما يسبب في ولادة أطفال مشوهين أو معاقين، كذلك تخفيف الضغط على المستشفيات نتيجة للأمراض الوراثية التي أشاعت الشائعات أن سببها في الأغلب زواج الأقارب، وهذا يجعل انتقالها من الزوج لزوجته واردا، أو على العكس، وقد تصل إلى أبنائهما - لا سمح الله -. "الرياض" طرحت سؤالا على الشباب المقبلين على الزواج، وعلى المتزوجين الذين أجروا هذه الفحوصات حول مدى تغيِّر قناعات الزوجيَن بعد إلزامية الكشف، وما آثار الكشف الطبي النفسية عليهما؟ خدمة للزوجين الشاب مرعي الوادعي تحدث قائلا: يعتبر الكشف الطبي جزءا من الاستشارة الأسرية، وهو بذلك خدمة تقدم للزوجين بهدف مساعدتهما بأن تكون حياتهما الزوجية ناجحة وموفقة، وأعظم خدمة قدمها الكشف الطبي للزوجين هي معرفتهما كيفية تنشئة أطفالهما في جو صحي معافى، أما عن أثره النفسي فأنا لست متزوجا بعد حتى أرى الأثر، لكنه من المتوقع أن يكون إيجابيا. ايهام المتزوجين وللشاب محمود الشامان رأي آخر: حيث يرى أن إجراء الفحص من شأنه إيهام المتزوجيَن أنهما سليمان من الأمراض الوراثية كلها، وهذا بلا شك من سلبيات الفحص، حيث إن الكشف بالفحص لا يأتي شاملا بل لأمراض محددة ومعينة، مما يكون له بالغ الأثر على المتزوجيَن لدى اكتشاف أحدهما مرضا بالآخر بعد الزواج. أثر إيجابي وسلبي وتحدث ثامر المناع (متزوج): أن للكشف الطبي أثرين إيجابياً وسلبياً، فالأثر الإيجابي هو معرفة المرض قبل حدوثه، وذلك بتجنبه قبل الارتباط بين الزوجين وإصابة أحدهما بالمرض، وأثر سلبي: أن المرض حين يُعلم به قبل الزواج، يكون ضرره كبيرا على المتزوجيَن؛ خاصة المرأة لأنها ستعاني من عزوف الخطَّاب عنها إذا علموا أن سبب عدم إتمام الزواج هو مرضها الذي اكتشفه كشف الزواج. قضية شائكة ويرى خالد العويمر (متزوج): أهمية الكشف الطبي قبل الزواج، لكنه علَّق على ذلك قائلا: الكشف الطبي قضية شائكة، قد تكون سببا في نجاح العلاقة الزوجية وتقويتها، ويمكن كذلك أن يكون لها الدور المؤثر في اتخاذ القرار الصعب بالانفصال والرحيل، إلا أن بعض أفراد المجتمع لا زالت نظرتهم لهذا الكشف سلبية، ولا زالوا يرفضونها ويعتبرونها عيبا، لأنه يحمل-من وجهة نظرهم-في داخلها إهانة للطرف الآخر، فمع أن الخطيبين يهتمان خلال فترة خطوبتهما بالبحث والسؤال عن الشخص ومدى توافقه معه ومع طباعه وأخلاقه ومعاملته وهذه كلها اختبارات نفسية، إلا أنهم يتجاهلون الجانب الصحي ومدى التوافق بينهما.