هل أنت مع الدروس الخصوصية، أم ضدها.. هل تؤيدها، أم تعارضها.. هل ترى فيها (فائدة) لابنك، أم ابنتك، أم ان فائدتها غير مضمونة، وبالتالي فان الانسياق وراءها (خطأ فادح).. ولا تسأل اي بيت من البيوت، وأي أسرة من الأسر عن (أحوال الدروس الخصوصية) الا ويشكو لك من (مصروفاتها، ومواعيدها).. وعدم التأكد مما تسفر عنه نتائجها (نهاية العام). ومع ذلك يزداد الاقبال، والطلب على الدروس الخصوصية من المرحلة الابتدائية، إلى المرحلة الثانوية لتقوية (عود) الطالب في المرحلة الجامعية. ويبدي كثير من أولياء الأمور "ما يشبه الامتعاض" من هذا - اللهاث - نحو الاستعانة بالمدرسين الخصوصيين (ممن هب، ودب) املا في نجاح أبنائهم، وتجاوز ضعفهم، وتحصيلهم الدراسي طوال العام لكنهم في نفس الوقت يقولون: (إنه لا مفر من هذا اللجوء الى هؤلاء القوم الذين يحملون لهم، ولأبنائهم الأمل في النجاح مع نهاية العام" بصرف النظر عما يقال من منع او حظر لهذه الدروس الخصوصية فمصلحة أبنائهم فوق اي منع، او خطر خاصة وان اعلانات، ودعايات هذه الدروس ملأت كل مكان.. حظر قديم، جديد تعليمات وزارة التربية، والتعليم واضحة بشأن (الدروس الخصوصية) فهي - حسب تعاميمها، ونشراتها - تحذر منها، وتطالب ادارات التربية والتعليم بضرورة - تفعيل - توعية المجتمع، بان هذه الدروس الخصوصية - مخالفة للأنظمة، والتعليمات، ومنافية لآداب ،اخلاقيات مهنة التربية، والتعليم.. وتعتبر الوزارة ان "مجموعات التقوية" هي السبيل الصحيح لمواجهة هذا "الوباء" الذي ينتشر، ويتوسع ويدخل كثيرا من البيوت "من أبوابها" برغبة كثير من أولياء الأمور بينما لا تحظى "مجموعات التقوية" بهذه الرغبة على الرغم ان مجموعات التقوية لا ترهق اولياء الأمور "كما الحال في الدروس الخصوصية".. والجديد، القديم في الموضوع ان الوزارة تطلب - فزعة - الجهات المختصة لمنع اي اسلوب، او طريقة تؤدي الى الدعاية، والاعلان عن الدروس الخصوصية، وفي مقدمة من تطلب "فزعتهم" وزارة التجارة، ووزارة البلديات لمنع ووقف "ملصقات" الدروس الخصوصية "التي باتت تعلق على كل جدار، وكوبري، وعلبة كهرباء، وجدار صيدلية، وسوبرماركت، ومطعم ومقهى ومحل ملابس جاهزة" وعلى عينك ياتاجر وبالارقام السريعة، ودون ان يكون هناك - اي حذر - مقابل من ممارسي الدروس الخصوصية..؟ ضدها ومعها مضطراً سألت أحد المدرسين عن - رأيه - في الدروس الخصوصية: هل هو ضدها أو معها ولماذا.. وجاءت الاجابة مفاجأة غير منتظرة. قال ان اثنين من الأولاد يستفيدان من عروض الدروس الخصوصية ويخضعان لها تحت إشرافه هو شخصياً. وقد حاول المدرس والذي تولى إدارة مدرسة قبل ان يتقاعد ان يخفف من وقع هذه المفاجأة فقال ضاحكاً ان باستطاعته القيام بهذه المهمة ويملك سنوات من الخبرة أثناء التدريس لكن المشكلة التي يحاول ان يتفاداها مع أبنائه أنه سيكون قاسياً عليهم إذا لاحظ أثناء المراجعة تعثرهما في بعض المواد لذلك لجأ إلى الاستعانة بمدرسين خصوصيين يضعونه في الصورة أولاً بأول وهو بهذه الخطوة الجريئة وضع حلاً لمشكلته وضمن ان يكون الأبناء في وضع أفضل وهو لا يرى في ذلك خروجاً على المسيرة التعليمية طالما ان لها نتائج مفيدة على التحصيل التعليمي وليس مجرد جلب مدرسين خصوصيين لطلبة مقصرين في مقاعد الدراسة ويسعى أولياء أمورهم إلى التعويض عن طريق الدروس الخصوصية فتكون النتيجة ضياع الوقت وضياع الفلوس وانشغال البيوت ليل نهار بحضور المدرسين الخصوصيين وانصرافهم لكن هذا لا يمنع من استفادة كثير من الرؤوس من هذه الدروس الخصوصية التي يدفع فيها أولياء الأمور من ميزانية الأسرة بحثاً عن أمل في ان يتجاوز الأبناء عثراتهم وتراجعهم وتخلفهم. تقوية الطالبات ولا ينسى المدرس الأب ان يشير إلى ان البنات لا يتسببن في هذه الارهاقات الخصوصية وان كانت مؤشرات السنوات الأخيرة تقول ان هناك إقبالاً من أعداد غير قليلة من أولياء الأمور لتقوية الطالبات عن طريق مدرسات خصوصيات لتزيد ميزانية الدروس الخصوصية وبالذات في النصف الثاني من العام الدراسي. مقلب لا تنساه الأسرة تتحسر الأسرة على المقلب الذي دبره ابنهم الصغير مع زملائه للمدرس الخصوصي الحكومي الذي استعانوا به لتصحيح مسار ابنهم والذي دفع ثمنه الابن في ضياع مستقبله وحسرة الأسرة على ضياع هذا المستقبل وخروج الابن نهائياً من معركة الحياة. فقد اتفقت الأسرة مع مدرس خصوصي متعاقد لتقوية ابنهم الضعيف في معظم المواد ان لم يكن كل المواد بالاشتراك مع عدد من زملائه الذين يشاركونه في المستوى الضعيف فلجأ الابن مع زملائه غير الراغبين في تحسين مستواهم إلى (حيلة) للتخلص من مدرسهم الخصوصي فابتكروا خطة شيطانية بتصوير المدرس وهو يقوم بتدريسهم في البيت وتم بعث الصورة إلى إدارة التعليم وكانت النتيجة ان تخلص الأولاد من المدرس الخصوصي نهائياً فقد تم الغاء عقده لأنه خالف التعليمات وقام بالاشتغال بالدروس الخصوصية. المدرسون الخصوصيون معلقون المدرسون الخصوصيون معلقون على الكباري وجدران السوبر ماركت وعلب الكهرباء ومطابخ المندي وكل مكان ومن يرغب الاستعانة بهم يتصل مباشرة ويحضرون مباشرة ولا توجد جهة تحدد مستواهم وخبرتهم ويترك الأمر لنهاية العام. ساعة الحسم وتقترب ساعة الحسم من موعدها وساعة الحسم هذه هي نهاية العام الدراسي التي هي على الأبواب والتي ينتظر كل بيت ان تكون في صالح أبنائهم بانتقالهم لمرحلة دراسية جديدة وساعة الحسم ترتبط الآن بموضوع آخر هو الدروس الخصوصية التي تم طردها من النافذة فدخلت من الباب وبات الاعتراف بها واقعاً مراً أو حلواً لأنها تغزو كثيراً من البيوت علنا وبرغبة من أولياء الأمور نظراً لأن فوائدها أكثر من أضرارها!