دعا صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض جميع الخريجين بالمعاهد والجامعات ومعاهد التدريب بصفة عامة بالعمل في كل مجال، وقال سموه "أعملوا في كل مكان اختاروا الوظيفة التي تختاركم الإنسان يجب أن ينتهز الفرصة، واعمل وستتقدم إن شاء الله في المستقبل. وأضاف سموه في كلمته التي ألقاها مساء أمس خلال رعايته يوم الخريج والوظيفة الثاني عشر بمعهد الإدارة العامة. بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على خير الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أيها الإخوة الكرام: يسعدني أن أكون معكم في هذه الليلة المباركة لنحتفل جميعاً بمناسبة عزيزة على قلوبنا وهي "يوم الخريج والوظيفة الثاني عشر" في معهد الإدارة العامة. لا يخفى عليكم جميعاً أننا في المملكة العربية السعودية نشهد نهضة تنموية كبرى وشاملة لكل مناحي الحياة، يقف خلف تحقيقها العديد من البرامج الإصلاحية الشاملة والطموحة، التي تنفذها حكومة هذه البلاد برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز - حفظهما الله -. أيها الإخوة: لقد شهدنا في الآونة الأخيرة انطلاق العديد من مشروعاتِ تعليم وتدريب القوى العاملة في مختلفِ أنحاء المملكة من خلال التوسع في افتتاح الجامعات والمعاهد والمراكز الجديدة التي تغطي مختلف المناطق في كافةِ أرجاء الوطن. ومن أجل ذلك بذلت الدولة الكثير من الجهدِ والمال لدعم منظومة التعليم والتدريب لتمكينها من تحقيقِ هذه القفزة النوعية لإعداد وتأهيل القوى الوطنية العاملة، وذلك لإدراكها بأن العائد سيكون مردوده إعداد إنسان سعودي مسلح بالعلمِ والمهارة. وقد تحقق ذلك، ولله الحمد، بتضافرِ الجهود المستمرة، والتعاون الدائم بين مختلف قطاعات الدولة العامة والخاصة، التي تعاملت مع هذا المشروع بحس وطني مخلص. وهاهم جموع الخريجين من مختلفِ الجامعات والكليات والمعاهد في المملكة يحتلون مواقعهم الوظيفية بكل ثقة واقتدار في الأجهزةِ الحكومية المختلفة، ومؤسسات وشركات القطاع الأهلي. ويسرني في هذه المناسبة أن أتوجه بالتهنئةِ لأبنائي الخريجين في معهد الإدارة العامة وأولياء أمورهم، وأبارك للخريجين جهودهم وتفانيهم في التحصيلِ العلمي وأدعوهم جميعاً أن يبذلوا قصارى جهدهم للعمل في خدمةِ دينهم ومليكهم ووطنهم، والاستزادة من العلومِ والمهارات والمعارف المطلوبة في مجالاتِ عملهم، ليحققوا ما نصبوا ويصبون إليه من غاياتٍ حميدة وعظيمة، متمنياً لهم التوفيق والنجاح في حياتهمِ العملية. وختاماً أشكر معالي الأخ الأستاذ محمد بن علي الفايز، وزير الخدمة المدنية ورئيس مجلس إدارة معهد الإدارة العامة، ومعالي الأخ الدكتور عبد الرحمن بن عبد الله الشقاوي، مدير عام المعهد، وأعضاء هيئة التدريب في المعهد على جهودهم الخيرة ومساهمتهم الفاعلة في تأهيلِ وتدريب أبناء بلادنا العزيزة لتهيئتهم للمشاركة في مسيرةِ التنمية الوطنية الشاملة. ووجه سموه نصيحة للشباب والفتيات قائلا "اعملوا في كل مجال وفي كل مكان، اختاروا الوظيفة التي تختاركم لأن الإنسان إذا كان يختار جهة معينة وانتظر حتى تأتيه يمكن أن تأخذ وقتا طويلا، لكن عليه أن ينتهز الفرصة واعمل وستتقدم إن شاء الله في المستقبل..أنا أعني خريجي هذا المعهد وأعني خريجي الجامعات ومعاهد التدريب بصفة عامة وشاملة. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته". بعد ذلك ألقى معالي مدير معهد الإدارة العامة الدكتور عبدالرحمن بن عبدالله الشقاوي كلمة بهذه المناسبة قال فيها: لقد نجح معهد الإدارة العامة - بفضل الله - في بناء علاقة وثيقة مع الجهات الحكومية، والشركات والمؤسسات الأهلية من خلال تقصي احتياجاتها الوظيفية، ومن ثم وضع البرامج الإعدادية الملائمة. وهذا العام تلقى المعهد "2391" عرضاً وظيفياً من "163" مؤسسة حكومية وأهلية، لخريجيه البالغ عددهم "1152" خريجاً وخريجة. ويشارك في معرض التوظيف لهذا العام "24" شركة ومؤسسة. كما تشتمل فعاليات يوم الخريج والوظيفة على إقامة لقاءات وظيفية تجمع بين المختصين من شركات ومؤسسات القطاع الأهلي وبين الخريجين والخريجات. كما يقام لقاء مفتوح مع أحد رجال الأعمال لعرض تجربته الشخصية في القطاع الأهلي. وتأكيداً لدور المعهد في مجال توطين الوظائف، فقد خصص جائزة سنوية للتوظيف يفوز بها من يوظف أكبر عدد من خريجي المعهد خلال عام. ويسرني أن أعلن عن فوز مجموعة سامبا المالية بجائزة هذا العام، وأقدم للمسؤولين فيها التهنئة والتبريك. كلمة رجال الأعمال بعد ذلك ألقى الأستاذ خالد بن سليمان العليان رئيس مجلس ادارة البنك السعودي البريطاني (ساب) بالإنابة كلمة رجال الأعمال وقال: تعيش المملكة العربية السعودية نمواً اقتصاديا في جميع القطاعات نتيجة الجهود الهادفة الى مواكبة التطورات العالمية وتنويع الاقتصاد وتحسين البيئة الاستثمارية وتوسيع الإنتاج الاقتصادي، وذلك من خلال ما تقوم به الدولة من اصدار العديد من الأنظمة الجديدة وإجراء المزيد من الإصلاحات الهيكلية وتطوير الأنظمة والآليات المساعدة على دفع عجلة النمو والتطور الاقتصادي، وتوسيع قاعدة قوى الإنتاج فيه. وقد بدأ الجميع يلمس الآثار الإيجابية لهذه الجهود في كافة مناحي الاقتصاد، ليسجل اقتصاد المملكة العربية السعودية مع نهاية عام 2007م نموه القوي للسنة الرابعة على التوالي ويتوقع ان تبلغ نسبة نمو الناتج المحلي الحقيقي لعام 2008م (5.9%). كما أعطى رفع مستوى مخصصات الإنفاق الحكومي دفعة قوية للقطاع الخاص في المملكة العربية السعودية بما في ذلك قطاع البنوك المتنامي، حيث شكلت مشاركة القطاع المصرفي المتواصلة في مشاريع البنية التحتية العديدة والمشاريع الصناعية التي يجري تنفيذها شاملة المدن الاقتصادية الرئيسية الست التي سيتم تشييدها في مختلف مناطق المملكة ومرافق الطاقة والمياه وخطوط السكك الحديدية الجديدة عبر المملكة والمجموعة الواسعة من مصانع البتروكيماويات شكلت جزءاً مهماً من أنشطة هذا القطاع. وستساهم هذه المدن ب(150) مليار دولار أمريكي في الناتج الإجمالي للمملكة مع حلول عام 2020م، وذلك طبقاً لما اشارت اليه الهيئة العامة للاستثمار في المملكة. كما يتوقع ان تقوم تلك المدن، وخلال نفس الفترة بتأمين فرص عمل لما يقرب من (1.3) مليون شخص. تسليم الشهادات وافتتاح المعرض بعد ذلك ألقى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، أمير منطقة الرياض كلمته بهذه المناسبة، ثم تفضل سموه بعد ذلك بتسليم شهادات التهنئة للخريجين، كما سلم سموه الدروع لرعاة المناسبة، وشهادات التقدير للمشاركين في أجنحة في معرض التوظيف، ثم سلم سموه درع المعهد للفائز بالمركز الأول في توظيف اكبر عدد من خريجيه، بعد ذلك تشرف معالي وزير الخدمة المدنية ورئيس مجلس ادارة معهد الإدارة العامة الأستاذ محمد بن علي الفايز بتسليم درع المعهد التذكاري لسمو راعي الحفل، بعد ذلك تفضل سموه بافتتاح معرض التوظيف، وقام بزيارة لأجنحة الشركات والمؤسسات المشاركة في المعرض.