تعمل الهيئة العامة للسياحة والآثار على تهيئة بعض ساحات وملحقات قصر الأمارة التاريخي (ابن ماضي) بمنطقة نجران ليكون موقعاً ملائماً لمزاولة وعرض الحرف والصناعات اليدوية، ومعلما تراثيا يساهم في جذب المزيد من السياح للمنطقة. وقال صالح بن محمد آل مريح مدير إدارة الآثار بمنطقة نجران أن أعمال الترميم تجري باستخدام الخامات الأولية كالطين والأحجار لإزالة التشققات والتهتكات التي طالت جدران القصر، إضافة إلى ردم الأرضيات بالأحجار الطبيعية وترميم الأسقف بالأخشاب وجريد النخل، وذلك للمحافظة على النمط التراثي الأصيل للقصر. وتوقع آل مريح الانتهاء من كافة أعمال الترميم والصيانة قريباً. وقال المهندس سعيد القحطاني مدير المشروع الوطني لتنمية وتطوير الحرف والصناعات اليدوية (بارع) بالهيئة والآثار بأن الهيئة تسعى جاهدة لترميم وتأهيل عدد من المباني التراثية وتحويلها إلى مجمعات للحرفيين لتشجيعهم على مزاولة أنشطتهم الحرفية أمام الزوار، وبالتالي المساهمة في تحريك الاقتصاد المحلي، وإيجاد فرص العمل للراغبين في اكتساب الخبرات المهنية بمزاولة الحرف والصناعات اليدوية، "هناك تكامل بين الحرف والصناعات اليدوية ومواقع التراث العمراني، فقد لجأت العديد من الدول كإسبانيا، وتونس، والمغرب، واليونان إلى تحويل المراكز الأثرية والتراثية خصوصاً تلك التي تقع في أواسط المدن، إلى أسواق لبيع ومزاولة الصناعات الحرفية مما شجع على زيادة الإنتاج والعرض والبيع وجذب السياح". وأشار القحطاني إلى زيادة الاهتمام بالسياحة الثقافية حيث أخذت تظهر في كثير من الدول قرى كاملة للنشاط الحرفي، تنفذ مستقلة أو في إطار المشاريع السياحية الكبرى، وتمارس فيها أعمال الإنتاج الحرفي والعرض والبيع. واصفاً هذه المواقع بأنها متاحف حية ومفتوحة للتراث، تتيح للسائح مشاهدة الحرفيين أثناء مزاولة حرفهم. ويقدر عدد العاملين في الحرف والصناعات اليدوية في نجران ب 750حرفياً وحرفية يجيدون مزاولة العديد من الحرف اليدوية من أهمها: صناعة الخناجر والسيوف، تلبيس الخناجر والسيوف، الصناعات الحديدية التقليدية، النجارة التقليدية، الصناعات الليفية وفتل الحبال الغزل والسدو، خياطة الأزياء الشعبية، الخرازة، صناعة الطبول وآلات الفنون الشعبية، صناعة الفخار، صناعة وصيانة البنادق التقليدية، الصياغة التقليدية، الصفارة ورب الدلال، الصناعات الخوصية، صناعة العطور والبخور التقليدية، التطريز، الدباغة، الرسم والنقش، الطحن بالرحى. وأثبتت الدراسة التي أجريت في مسح لبعض الحرف والصناعات اليدوية بمنطقة نجران أن 80.56% من مفردات الدراسة يعملون في الحرفة لغرض طلب الرزق، و8.33% يعملون بالحرف للتجارة، و5.56% يعملون بالحرفة كهواية، و2.78% يعملون بالحرفة كفرص العمل. وقد وافق 80.56% من مفردات الدراسة على إمكانية تطوير منتجات أخرى من الحرفة سواء كان ذلك في الشكل أو الحجم أو اللون، كما أن 89% من المشترين للمنتجات الحرفية من أهالي المنطقة، و25% من أصحاب المحلات التجارية، أما 28% كان المشترين لمنتجاتهم من خارج المنطقة، و17% المشترين لمنتجاتهم الحرفية من الأجانب و8% آخرين من زوار المحلات و6% من أصحاب المحلات التجارية (أفراد). ويعتبر قصر الأمارة التاريخي المقر الثالث للدولة السعودية بعد قصري البديع والحكومة. وقد بدئ في تشييده عام 1361ه بطلب من أمير نجران آنذاك تركي بن محمد الماضي رفعه إلى نائب جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الأمير سعود بن عبدالعزيز. والقصر عبارة عن حصن متكامل يضم مكتب الأمير والمحكمة والاتصالات وسكن عائلة الأمير ومكاتب إدارية وسكن آخر للوكيل ومسجد. ويضم كذلك بئراً تاريخية تعود إلى فترة ما قبل الإسلام. ويحيط بالقصر سور مرتفع تتربع في أركانه أربعة أبراج. وقد تم ترميم القصر مرتين خلال عامي 1406ه و1423ه.