من الأطعمة المفضلة للأطفال تلك التي يوجد فيها كمية كبيرة من الملح. وقد لا يعتقد البعض بوجود خطر على صحة الأطفال من تناول الأغذية المالحة باعتبارها قضية تخص الكبار فقط. ولا يجب أن يصيبك بالدهشة حقيقة أن الأطفال يتناولون كميات من الملح بمقدار مرتين ونصف عن الكمية التي يوصي بها الخبراء. تبين دراسات متعددة أن الأغذية التي يوجد بها كميات كبيرة من الملح تسهم في ارتفاع ضغط الدم عند الأطفال. ومع أن ارتفاع ضغط الدم كان يعتبر حالة نادرة بين الأطفال فإن 4-5% منهم يصابون بهذه الحالة في وقتنا الحالي، وبالإضافة إلى مساهمتها في الإصابة بارتفاع ضغط الدم فإن الأغذية المالحة تكون في الغالب غنية بالسعرات الحرارية التي تؤدي أيضاً إلى زيادة حالات البدانة، ولأن هذه الأغذية المالحة تجعل طفلك يشعر بالعطش الذي بدوره يجعله يلجأ لشرب المشروبات الغازية التي تمده بسعرات حرارية إضافية. وزيادة كمية الملح في الأطعمة لا تسبب الضرر للقلب فقط، هناك أيضاً حالة الإصابة بحصوة الكلى والتي كانت نادرة الحدوث لكنها الآن أصبحت حالة شائعة بين الأطفال. وسبب حدوث هذه الحالة هو أن تناول كمية كبيرة من الملح مع عدم شرب كمية كافية من الماء يجعل الأطفال يفرزون كميات كبيرة من الكالسيوم الذي يمكن أن يتحول إلى بلورات في البول ومن ثم حصاة في الكلى، ولمنع حدوث هذه الحالة يجب شرب كميات كبيرة من الماء لكن قليلاً من الأطفال يفعلون ذلك. وفقاً لدراسة حديثة فإن الأطفال الذين قللوا كمية الملح التي يتناولونها بمعدل النصف استطاعوا تخفيض ضغط دمهم فوراً، ويساعد ذلك الأطفال في تقليل خطر إصابتهم بمرض القلب والسكتة الدماغية في مستقبل أيامهم. لكن تقليل كمية الملح في غذاء طفلك ليس أمراً سهلاً. وليس القضية هي أخفاء علبة الملح عن طفلك لأن 70% من الملح الموجودة في أغذية الأطفال تأتي من الأغذية المعالجة والمعلبة التي تحتوي على كميات قليلة من الملح، حيث اتجهت كثير من شركات إنتاج الأغذية المعلبة إلى تقليل كميات الملح في منتجاتها.