اختتم امس الأربعاء قادة أركان القوات البرية للدول الأعضاء في مبادرة مجموعة 5+ 5للدفاع، اجتماعهم الأول من نوعه بالعاصمة الجزائر بالاتفاق على جملة من التدابير على رأسها تزويد دول الضفة الجنوبية من المتوسط بآخر وأحدث التكنولوجيات الموجهة للاستخدام العسكري والعلمي بما يرفع من احترافية الجهاز العسكري ويطور كفاءات قواته المسلحة ويمكنها من مسايرة التطورات الإقليمية ومواجهة التحديات الأمنية الراهنة فضلا عن تقاسم التجارب والقيام بتدريبات عسكرية مشتركة. واختتم اجتماع الجزائر الذي سترفع توصياته للمصادقة في الاجتماع المقبل لوزراء دفاع مجموعة 5+ 5المقرر في طرابلس الليبية شهر ديسمبر/ كانون الأول المقبل، قبل يوم من انطلاق اجتماعات وزراء داخلية المجموعة اليوم الخميس بالعاصمة الموريتانية نواكشوط للبحث في ثلاثة ملفات رئيسية هي مكافحة الارهاب والجريمة المنظمة والهجرة غير الشرعية مثلما أعلن عنه وزير الداخلية الجزائري نور الدين يزيد زرهوني قبل توجهه أمس إلى نواكشوط. وكانت الجزائراحتضنت شهر يونيو 2007اجتماعا مماثلا لقادة أركان القوات الجوية الأعضاء في مجموعة 5+ 5حيث تم الاتفاق على تبادل المعلومات حول ما سمي ب "الطائرات المشبوهة" في البحر الأبيض المتوسط بما يسمح بإحباط أي هجومات إرهابية محتملة. ولقد ألقت مسألة الهجرة السرية بظلالها على اجتماع قادة أركان القوات البرية لدول مجموعة 5+ 5التي تضم خمس دول من الضفة الجنوب غربية للبحر الأبيض المتوسط وهي الجزائر، تونس، المغرب، موريتانيا وليبيا، وخمس دول من الضفة الشمالية للمتوسط هي فرنسا، إيطاليا، إسبانيا، البرتغال ومالطا، وهذا على خلفية تقارير أمنية وأخرى استخباراتية تفيد أن منطقة المغرب العربي باتت معبرا مفضلا لجماعات العنف المسلح باتجاه الشمال الأوروبي تحت غطاء الهجرة السرية وما تشكله من خطر وتهديد للأمن الداخلي لدول الضفة الجنوبية لأوربا خصوصا فرنسا ولقد تطرق لذات الإشكالية قائد القوات البرية الجزائرية احسن طافر لدى افتتاحه أشغال الاجتماع حيث اعترف بأن الهجرة غير الشرعية "تشكل انشغالا رئيسيا بالنسبة للجزائر وبلدان المبادرة" مؤكدا بالمقابل أن بلاده "تفضل استبعاد ملف الهجرة السرية من أي نقاش عسكري بين دول المجموعة" وتهيب بجهود المجموعة المتوسطية ل "استئصال شبح الإرهاب من جذوره وفي أبعاده الإقليمية والعابرة للحدود التي تحدق بالمنطقة برمتها".