أخيراً اتفقوا.. ولكن على قاعدة لا غالب ولا مغلوب ونجحت الجهود القطرية والعربية في اليوم السادس من مؤتمر الحوار اللبناني في انتزاع اتفاق صعب من اللبنانيين اكثرية ومعارضة على أن ينتخب رئيس الجمهورية الجديد الأحد المقبل بحضور عدد من القادة العرب. واعلن رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني في الجلسة الختامية لمؤتمر الحوار توصل الافرقاء الى اتفاق سياسي من شأنه ان يضع حداً للازمة السياسية التي يشهدها لبنان منذ اكثر من 18شهراً. وقال ان الاتفاق ينص على ان تتم دعوة النواب الى انتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيسا توافقيا للجمهورية في غضون 24ساعة، مع تشكيل حكومة وحدة وطنية والتوافق على قانون انتخاب يعتمد القضاء كدائرة انتخابية (قانون 1960). وعلى الفور بدأ مناصرو المعارضة رفع الاعتصام في وسط بيروت التجاري، وذلك عبر تفكيك الخيم التي كانوا نصبوها وذلك بمساعدة من قوات الأمن والجيش. وجاء في بنود الاتفاق كما تلاها الشيخ حمد "يدعو رئيس مجلس النواب اللبناني البرلمان الى الانعقاد خلال 24ساعة لانتخاب المرشح التوافقي العماد ميشال سليمان (...) تشكيل حكومة وحدة وطنية توزع على اساس 16وزيراً للاكثرية و 11للمعارضة وثلاثة للرئيس. ويتعهد الاطراف عدم الاستقالة او اعاقة عمل الحكومة". وذكّر اتفاق الدوحة بالبند الرابع من اتفاق بيروت في الخامس عشر من ايار (مايو) الجاري الذي ينص على "الامتناع عن او العودة الى استخدام السلاح" والى البند الخامس الذي ينص على ان ينطلق في الدوحة "حوار حول تعزيز سلطات الدولة اللبنانية على كافة أراضيها". وورد ايضاً في هذه الفقرة "تطبيق القانون واحترام سيادة الدولة في كافة المناطق اللبنانية بحيث لا تكون هناك مناطق يلوذ اليها الفارون من وجه العدالة".وتحدد هذه الفقرة في قسمها الأخير ان الحوار حول هذه النقاط الحساسة "يستأنف برئاسة رئيس الجمهورية (...) وبمشاركة الجامعة العربية". وقال زعيم تيار المستقبل سعد الحريري ان الاتفاق "فتح صفحة جديدة رغم الجراح العميقة". من جانبه، قال العماد ميشال عون ان "لبنان هو المنتصر" في اتفاق الدوحة. وتابع "هنيئاً للبنانيين لم نخيب آمالهم كانوا يطالبوننا بالاتفاق وقد حققناه". ورحبت المملكة بالاتفاق ودعا السفير عبدالعزيز خوجة الى تطبيقه فوراً، وقال أنه سيعود الى بيروت قريباً