هنا حديث عن الهديل الذي سمعه الرياض عالياً.. منكسراً.. وحزيناً.. غابت هديل الحضيف ورحلت إلى الله، غابت الصديقة والأخت الرائعة وتركت خلفها الآلاف من القلوب التي ترفع أكفها بالدعاء لها بأن يسكنها الله في فسيح جنانه.. سأتجاوز حزني وأحكي لكم: لماذا أحب الناس هديل؟ هديل قاصّة، تكتب الأدب لمتذوقيه وليس لعامة الناس، لكن العامة هم من سأل عنها، والعامة هم من دعا لها، والعامة هم من بذل لنقلها إلى مستشفى آخر. العامة الذين أحبّوا هديل.. أحبّوها من خلال مدونتها التي سعت فيها لنقل المعرفة لكل الناس وتوعيتهم بما يعنيهم، شاركتهم همومهم، تأملاتهم، أوجاعهم، وكذا أمانيهم. (باب الجنة) لم تكن مدونة شخصية ولم تكن أدبية كما يظن بأديبة أن تفعل! بل كانت منبراً حُراً وفضاءً واسعاً للعيش الكريم الذي أرادته هديل للوطن. أحبت هديل تراب الوطن، وأحبت من عاش فيه، فظلت تعلمنا الدروس واحداً تلو الآخر، تعلمنا كيف تكون المسؤولية الثقافية في قيادة التغيير، كيف ينزل المثقف من برجه العاجي ويشارك الناس همومهم، تعلّمنا كيف تفطن لطالبات فقيرات يدرسن في حي شعبي توزع عليهن وزارة التربية والتعليم (أقراصاً ممغنطة) دون أن تفكر: هل هذه الأقراص هي ما تحتاجه الطالبات (الآن)؟ وهل يملكن حاسباً آلياً؟. علمتنا هديل أن نعبّر عن ما نريد.. وهذا يكفي الآن.. رحلت هديل، مضت بعد أن صنعت تغييراً نتوجه لأجله إلى - وزارة الثقافة والإعلام - برجاء ملحّ.. أن تشارك المحزونين نعي تلك الروح الطيبة وتسعى لحفظ نتاج هديل في دليل للمثقفين؛ لئلا نفقد.. (باب الجنة)!.