كانت احدى الجرائد قد نشرت سلسلة من التحقيقات المتعلقة بقضايا الزواج في السعودية، والمعيقات والمشاكل التي تواجه المقبلين على الزواج والمتزوجين في المجتمع السعودي. وكلما اطلعت على تحقيق جديد من السلسلة، أشعر بأنه مر عليّ آلاف المرات في عدد من الجرائد المحلية وعلى مدى سنوات طويلة، فالمشاكل التي تطرح في هذا الموضوع ماتزال تدور في نفس الفلك، أبرزها زواج السعودية من أجنبي وزواج السعودي من أجنبية، وتصوير هذه الظاهرة بأنها سلبية في الأساس، تتسبب بالكثير من الاذى والضرر على الزوجين وتصل تداعياتها للأسر والمجتمع كله. والغريب ان تناقش مثل هذه القضايا بهذا الشكل الآحادي المنحاز في مجتمع متنوع في تركيبته الاجتماعية، فمن خلال تجربتي في المجتمع المحلي السعودي الذي ولدت ونشأت فيه، ارى بأنه مجتمع متنوع على جميع المستويات، ليس فقط بين شماله وجنوبه، وبين شرقه وغربه، وانما أيضاً بين سكان المنطقة الواحدة فيه، فهو مجتمع متعايش مع التعددية والتنوع، ولكن عندما اطلع على مثل هذه التحقيقات التي تتكرر بكثرة في الاعلام المحلي، ارى بأن الرسالة المقصودة منها هي تصوير المجتمع السعودي بأنه منعزل، لا يرحب بالاختلاف ولا يندمج سوى مع بعضه البعض، وهي صورة بعيدة كل البعد عن الواقع السعودي. اما مسألة الزواج، فقد أصبحت من أسرع القضايا تطوراً وتغيراً عما كانت عليه في الماضي. وأصبحت الأسر تغير مفاهيمها تماشياً مع التغير الحاصل حولها والظروف المحيطة بها، ويجب ألا ننسى بأنها في النهاية مسألة "قسمة ونصيب"، من الصعب جداً ان نحكم عليها بالنجاح أو الفشل فقط لأنها لم تتم بالشكل الذي نرسمه لها.