افتتح أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني مساء أمس الجمعة جلسات الحوار بين قادة الموالاة والمعارضة اللبنانيين في الدوحة بحضور امين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى. وقال أمير قطر ان بلاده لا تسعى الى "دور يفوق طاقتنا ولكن نطمح لان نكون ساحة لقاء لنوايا حسنة". وشدد على ان لبنان يستحق بذل الجهود لاخراجه من أزمته، وقال مخاطباً الحاضرين "امامكم عمل كبير وشاق وسوف نتابع مداولاتكم "، وأعلن رفع الجلسة ليتبعه رئيس حكومته ووزير الخارجية حمد بن جاسم بن جبر ال ثاني، قائلا ان الجلسة الاولى ستبدأ عند العاشرة والنصف بتوقيت الدوحة من صباح اليوم السبت. وكانت وصلت الى الدوحة قادمة من بيروت اللجنة الوزارية العربية التي شكلها مجلس جامعة الدول العربية برئاسة الشيخ حمد بن جاسم بن جبر ال ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية وعمرو موسى الامين الامين العام للجامعة العربية واعضاء اللجنة وزراء خارجية الاردن ودولة الامارات وسلطنة عمان والبحرين والجزائر وجيبوتي والمغرب واليمن. وكانت اللجنة قد اجرت خلال اليومين الماضيين جولة من المشاورات مع قادة الاكثرية والمعارضة فى لبنان اسفرت عن اعلان اتفاق برعاية جامعة الدول العربية يقضي باستئناف الحوار على مستوى القيادات اللبنانية في الدوحة. وشكر رئيس الحكومة اللبناني فؤاد السنيورة في تصريح قبيل مغادرته بيروت دولة قطر وجامعة الدول العربية لرعايتهما مؤتمر الحوار اللبناني مؤكدا ان مظلة لبنان ستبقى عربية دائما. واعرب السنيورة عن امله في التوصل إلى تسوية تتيح الاتفاق على حكومة الوحدة الوطنية المقبلة وقانون الانتخاب وتتيح العودة الى الحياة الطبيعية بانتخاب رئيس الجمهورية التوافقي وإطلاق الحوار حول تعزيز سلطات الدولة اللبنانية على كافة أراضيها وعلاقاتها مع مختلف التنظيمات على الساحة اللبنانية بما يضمن أمن الدولة والمواطنين. وشدد على ان "التلاقي والحوار هو الطريق الوحيد لتحقيق المكاسب للجميع"، لافتا الى ان "اللجوء الى السلاح واستخدام القوة لا يوصل الى نتيجة بل يسقط الوطن ويهزم الجميع"، وقال انه "ليس لدى اي طرف القدرة بقوة السلاح على إلغاء الآخرين او إجبارهم بما لا يريدونه مشددا على صيغة العيش المشترك في لبنان". وغادر غالبية القادة من مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت الى الدوحة على متن الطائرة القطرية التي اقلت الوفد الوزاري.إلا أن السنيورة وزعيم الغالبية النيابية سعد الحريري غادرا على متن طائرة خاصة. ومن بين المغادرين :الزعيم الدرزي ورئيس اللقاء الديمقراطي النيابي وليد جنبلاط، رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، رئيس الجمهورية الاسبق رئيس حزب الكتائب اللبنانية امين الجميل، نائب رئيس الحكومة الاسبق ميشال المر، رئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد، رئيس كتلة الاصلاح والتغيير البرلمانية ميشال عون، رئيس الكتلة الشعبية النيابية الياس سكاف. وعلى صعيد آخر، اعربت الولاياتالمتحدة عن دعمها الكامل لمؤتمر الحوار اللبناني الذي افتتح مساء أمس في الدوحة ويهدف الى اخراج لبنان من الازمة المستعصية التي تشله، مؤكدة انها "لن تتدخل" في المفاوضات بين الحكومة اللبنانية وحزب الله. وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية للصحافيين "نحن سعداء لحصول حوار ولتوقف المعارك في الشوارع"، معتبرا ان مؤتمر الدوحة "يقدم املا للخروج من المأزق". واضاف ان الادارة الامريكية اتصلت ايضا بقادة عرب من بينهم رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني للاعراب عن دعمها لمؤتمر الدوحة. إلى ذلك أكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم دعم بلاده للاتفاق الذي تم التوصل اليه في لبنان عبر اللجنة العربية الوزارية 0وقال في تصريح صحافي أمس "ان سوريا تدعم الاتفاق وكل الجهد العربي الذي بذل وقد تكون هذه الخطوة فرصة حقيقية لانقاذ لبنان من المخاطر التي تتهدده". واشار الى أنه أجرى اتصالين بكل من رئيس الوزراء القطري والامين العام للجامعة العربية على الانجاز العربي. وردا على سؤال حول تشكيك البعض بموقف سوريا قال المعلم "قطعا نحن مع المبادرة ونراها فرصة حقيقية وقد نصحنا اللجنة الوزارية العربية بأن لا تترك اللبنانيين الا عندما تراهم متفقين كما نصحنا باقفال الطريق على المداخلات الدولية التي يمكن أن تؤثر سلبا".