يعيش سوق الاسمنت السعودي ثلاثة أحداث هامة أولها شبه توقف في الاستيراد وثانيها تحقيق نقطة التعادل بين العرض والطلب، وثالثها تحول السوق إلى مركز تصدير هام وجاء توقف الاستيراد بعد اكتفاء السوق بإنتاج المصانع وزيادة عددها من ثمانية إلى عشرة مصانع وتوسعاتها الجديدة والبيع بسعر منافس وقرار المصريين بعدم التصدير لحاجة السوق المصري للإنتاج فيما حقق الإنتاج المحلي نقطة تعادل بعد تغطيه الطلب والتفوق عليه ليصبح السوق السعودي مركز التصدير الأول للأسمنت في المنطقة نظراً لوجود كميات فائضة عن حاجة السوق المحلي وفي مقدمة الدول التي تستورد من السوق المحلي دول الخليج العربي لأن لديها عجزا في الإنتاج والعراق وسوريا كما توقف استيراد الكلينكر من الخارج لأنه مكلف أكثر من شرائه من الداخل. ويتراوح سعر بيع الطن من المصانع بين 260إلى 280ريالاً وتبيع بعض المصانع لبعض العملاء القدماء بسعر يصل إلى 250ريالاً وتراوح سعر الكيس من المصانع بين 12إلى 13ريالاً وتحرص المصانع على البيع بالأسعار المعلنة ويستفيد الموزع من هامش ربح يبلغ ريالين ويصل سعر الموزعين إلى ما يتراوح بين 15و 16ريالاً للكيس ويتحكم التجار في السوق ليرفعوا سعر السوق إلى 18ريالاً لأنهم الوحيدون الذين يحددون السعر النهائي الذي يباع به كيس الأسمنت للمستهلك مستبعدين وجود سوق سوداء للأسمنت في الوقت الحاضر نظراً لتوفر المعروض بشكل كبير وخاصة من قبل المصانع . وفي الاتجاه نفسه قال المهندس محمد طاهر عثمان الرئيس التنفيذي لشركة الأسمنت العربية ل "الرياض": إن السوق يشهد في الوقت الراهن نمواً في الطلب على الأسمنت، وفي تقديرنا أنه عما قريب سوف يتوازن العرض مع الطلب، والشركات القائمة تراقب وضع السوق بشكل مكثف سواء الوضع الداخلي أو الإقليمي، وتشير الدراسات المستقبلية إلى انه سيكون هناك فائض كبير في السوقين المحلي والإقليمي بل حتى الدولي في السنوات القليلة القادمة وحول وجود سوق سوداء أشار أنه ليس للشركة علم بها وعن وجود عمليات استيراد تنافس العربية كمصنع قال انه بالنسبة للاستيراد للمنافسة بين المصانع فهذا خاضع لعوامل عدة تختلف من شركة لأخرى منها ارتفاع تكلفة الشحن وللاشتراطات البيئية للنقل والتخزين وغيرها، وعن رأيه في وضع ضوابط للسوق قال في تقديري أن السوق عادة ما يخضع لعوامل العرض والطلب وأنه يصعب التحكم فيه بغير ذلك. من جهة ثانية تشير الأرقام المتوفرة عن نشاط إنتاج الشركات المنتجة للأسمنت في السوق السعودي خلال فترة الربع الأول من العام الجاري إلى أن التسليمات المحلية التي شملت الشركتين حديثتا الإنتاج أسمنت الرياض وأسمنت نجران وصلت إلى 7.704ملايين طن مقابل تسليمات خلال نفس الفترة من العام الماضي بلغت 6.590ملايين طن وبلغ الإنتاج 8.958ملايين طن مقابل إنتاج قدره 7.171ملايين طن تم إنتاجها خلال الربع الأول من العام الماضي في حين أن إنتاج الكلينكر خلال الربع الأول من العام الجاري بلغ 7.725ملايين طن في حين وصل إلى 6.241ملايين طن خلال نفس الفترة من العام الماضي وانخفضت أرصدة الكلينكر المسجلة بنهاية مارس الماضي حيث بلغت 1.747مليون طن مقارنة برصيد قدره 1.805مليون طن في الفترة المقابلة من العام الماضي في الوقت نفسه زادت أرصدة الأسمنت خلال فترة الربع الأول من العام الجاري لتسجل رقما بلغ 448ألف طن مقارنة برصيد قدره 330ألف طن في فترة الربع الأول من العام الماضي، وارتفعت معدلات التصدير خلال الربع الأول من العام الجاري حيث وصلت إلى 1.278مليون طن مقارنة بكميات التصدير في الفترة المقابلة من العام الماضي والتي بلغت 709آلاف طن.