لليوم الرابع على التوالي ما تزال سفارة خادم الحرمين الشريفين في دمشق في حالة استنفار كامل لاستقبال رعايا المملكة العربية السعودية الهاربين من العنف الذي ساد مختلف أنحاء لبنان. وفي اتصال هاتفي مع "الرياض" أكد السيد فالح محمد الرحيلي القائم بالأعمال في سفارة خادم الحرمين الشريفين بدمشق بأن عدد الذين تم نقلهم من الرعايا السعوديين إلى المملكة بلغ نحو 400شخص وقال بإن السفارة وبتوجيهات من صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية ومتابعة من سمو الأمير خالد بن سعود بن خالد وكيل وزارة الخارجية السعودية على أهبة الاستعداد لاستقبال أي عدد من السعوديين الذين يخرجون من بيروت إلى سورية وشدد بأن طاقم السفارة يعمل بشكل مضاعف ومتواصل لتأمين الخدمات لكل الرعاية السعوديين ومرافقيهم وأوضح بأن أسعار بطاقات الطائرة وكذلك الإقامة في الفنادق على حساب المملكة منوها في الوقت نفسه إلى وجود تنسيق تام مع سفارة خادم الحرمين الشريفين في بيروت والخطوط الجوية السعودية من أجل استقبال ونقل المواطنين السعوديين القادمين من لبنان عبر مطار دمشق الدولي إلى المملكة. وفي زيارة ميدانية ل "الرياض" إلى نقطة العريضة الحدودية شهدت أعداداً غفيرة من الهاربين من أحداث لبنان من مختلف الجنسيات على رأسهم الجنسية الخليجية إضافة إلى الأجانب والسوريين وأكد بعضهم أنهم "استغلوا حالة الهدوء النسبي التي سادت لبنان وهربوا باتجاه الحدود السورية" وشاهدت "الرياض" أعدادا من الأطفال والنساء ومنهم أمريكيين وبريطانيين. متجمعين ريثما يتم استكمال أوراقهم لدخول الأراضي السورية. وعلمت "الرياض" أن سفارة خادم الحرمين الشريفين في دمشق شكلت فرق عمل بهدف تقديم أفضل الخدمات للسعوديين القادمين من لبنان حيث أرسلت مندوبين لها إضافة إلى النقاط الحدودية والفنادق ومطار دمشق الدولي.. أرسلت أيضا مندوبين إلى الهجرة والجوازات بهدف تجاوز أي مشكلة تعترض أي سعودي خرج من لبنان دون جلب أوراقه النظامية. وأكد القائم بأعمال سفارة خادم الحرمين الشريفين وجود تعاون مريح مع جميع الجهات المعنية في سورية. ولدى سؤال "الرياض" عدداً من السعوديين القادمين من لبنان عن رحلتهم ريثما وصلوا النقطة الحدودية أكدوا أنهم شعروا بالأمان والراحة مع دخولهم الحدود السورية وقالوا "مرت علينا ساعات شعرنا فيها أن الموت قادم لا محالة، فالفوضى عمت مختلف أنحاء بيروت وصوت الرصاص في كل مكان.. الحمد الله خرجنا بسلام" ونوه هؤلاء باستقبال مندوبي سفارة خادم الحرمين الشريفين بدمشق لهم شاكرين في الوقت نفسه رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله لهم عبر توجيهاته الكريمة التي خففت من معاناتهم سواء في النقاط الحدودية أو في الفنادق أو في السفر حيث كان كل شيء مؤمن لهم من بيروت وصولا إلى دمشق.