يمتد تاريخ "شارع العصارات" وسط مدينة الرياض الى اكثر من 50عاماً.. شهد معها بدايات الانفتاح والتطور للمدينة، مروراً بزمن الطفرة التي كان الشارع مقصداً لأصحاب "المظاهر" والسيارات "الكشخة"، إلى جانب أن الشارع كان أحد "المتنفسات" الجميلة للأهالي في ذلك الوقت.. ومكاناً لالتقاء الأصدقاء في المقاهي والمطاعم التي يشبهها البعض ب"شانزلزيه الشميسي".. ويقول سمو الأمير عبدالله بن فهد الفيصل الفرحان آل سعود وكيل أمانة مدينة الرياض سابقاً ان هذا الشارع بدأ تخطيطه عام 1373ه، وفي ذلك الوقت كان والدي سمو الأمير فهد الفرحان هو أمين بلدية الرياض، بدأت الأمانة بالتخطيط الجيد والعصري لما نراه الآن من تطور في العاصمة، وكان هذا الشارع الذي يبلغ طوله حوالي (1.5) كلم من الشوارع الرئيسية في مدينة الرياض آنذاك لوجود قصور بعض الأمراء والتجار في ذلك الوقت، ولأنه كان يربط بين الناصرية والشميسي من جهة اخرى. وعن سبب تسميته بهذا الاسم وهو شارع العصارات يقول الأمير عبدالله آل فرحان يعود ذلك الى ظهور عدد من العصارات التي كانت تقدم العصير والوجبات الخفيفة، وهو كان أمراً جديداً على الرياض، فانتشرت هذه العصارات حتى بلغ عددها (15) عصارة، ولذلك اطلق الناس عليه هذا الاسم، ثم بعد ذلك اطلق عليه شارع (الكباري) نظراً لقيام الأمانة في ذلك بتركيب (الكباري) التي ما زالت موجودة حتى الآن، مما أدى إلى تأثر اصحاب العصارات واقفال عدد كبير منها لهذا السبب، كما ان اهمية هذا الشارع تبرزلكونه كان يضم ناديين عريقين هما نادي الهلال ونادي النصر، حيث كان مقر الناديين في هذا الشارع. وعن هذا الشارع وهو العصارات يقول محمد بن حميد ان عمر هذا الشارع اكثر من 50عاماً، وأذكر في ذلك الوقت معدات الأمانة التي كانت تحضر وتعمل في النهار لتمهيد الطريق الذي كان في ذلك الوقت طريقاً ترابياً. وكان هذا الشارع يضم قصوراً كبيرة، بالإضافة إلى بعض البقالات الكبيرة، ومنها كما اذكر بقالة سيف، حيث كانت مشهورة وتجد بها كل شيء من "أرزاق" وصابون وغيرها، ويتفرع من شارع العصارات شوارع هامة كثيرة منها شارع الخزان والوشم وحوطة خالد نسبة للملك خالد يرحمه الله والذي يوجد بها الآن عمائر الخالدية، وكذلك يتفرع منه شارع الوزير وغيرها من الشوارع الهامة، كما أن نهاية الشارع تصب في طريق الملك فهد حالياً. ويوجد على جنبات الشارع الآن الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وانمائها وكذلك اكبر مستشفى في الشرق الأوسط وهو مجمع الملك سعود الطبي (الشميسي سابقاً). ولعل ما يميز الشارع القصور والمباني التاريخية القديمة الموجودة التي تحكي الأحداث التاريخية لمدينة الرياض والتي يذكرنا تصميمها الخارجي ببداية النهضة العمرانية للرياض. والشارع ما زال يمثل مكانة هامة بين شوارع الرياض، حيث يعتبر احد الشوارع الرافدة لطريق الملك فهد ويربط عدداً من الاحياء المهمة ببعضها البعض، كما لا يزال هذا الشارع يحمل لمرتاديه في جيل السبعينات وحتى التسعينات الهجرية ذكريات ومواقف جميلة لا تنسى.