عندما تحدثت في مقالي السابق عن مهنة الصحافة وأنها مهنة البحث عن الحقائق وليست كما أطلق عليها مهنة المتاعب توقعت أن معظم الردود ستكون من زملاء وزميلات المهنة.. ولكن كثيراً من تعليقات القراء الكرام من غير العاملين في هذا المجال ، فكان لكل واحد تعليق مختلف يناقش فقرة في المقال وليس فكرة المقال ككل..! لذلك وجدت أنه من الضروري تخصيص مقال اليوم ليس للرد - لأجل الرد - وإنما لتعديل الاتجاه السائد حول مهنة الصحافة في مجتمعنا عامة وحول عمل المرأة في هذا المجال خاصة. مازال مجتمعنا في حاجة ماسة لاعداد كثيرة من الصحفيات الموهوبات والمؤهلات في نفس الوقت لممارسة العمل الصحفي خاصة وان صوت المرأة خافت.. حسب النظم والأعراف الاجتماعية التي ما انزل الله بها من سلطان وليس حسب الدين (إذا سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله) فلابد من وجود المهنية المخلصة التي تعيش واقع المرأة بكل حذافيره وتسمع شكواها وتنقل معاناتها وتتحدث عن انجازاتها وما حققته على الصعيدين الأسري والعملي والاجتماعي.. تماماً مثلما يعمل نظيرها الصحفي.. فوجود الصحفيات أتاح للمرأة المجال في أن يصل صوتها لأصحاب القرار والسلطة. فسياسة دع الخلق للخالق لا تتعارض مطلقاً مع أن الصحفية قد تكون سبباً من أسباب الله سخرها الله لعباده كي ينفع بها الخلق متى ما أخلصت في عملها واحتسبت الأجر والمثوبة ونفعت أخواتها بقدر حاجتهم، كما أن العمل في هذا المجال أو غيره لا يفقد المرأة أنوثتها ولو كان الأمر كذلك لفقدت الداعية والطبيبة والممرضة وسيدة الأعمال والمسؤولات انوثتهن قبل الصحفية!! إن تاريخ المرأة في الإسلام أعظم شاهد على أن المرأة تشاطر الرجل في تحمل المسؤولية. المرأة في مجال الصحافة على وجه التحديد تحتاج إلى الدعم والمساندة والتشجيع متى ما توفرت الموهبة والعلم والثقافة وقبل ذلك كله استيعاب أمانة الكلمة.. طريق المرأة الصحفية شائك ليس لنظرة المجتمع كما قلت سابقاً وإنما لأن ظروف المجتمع تتيح للصحفي تحقيق نجاحات ملموسة وواضحة أكثر من الصحفية. مهنة الوصول للحقائق لا تجعلك تحمل هم الناس في قلبك فقط وإنما تستميت في مد يد العون لهم ومساعدتهم وعندما نتحدث عن هذا الهم الذي فسره البعض "تأفف"!! إنما هو نوع من البوح حول معايشة المهنة..