يكثُر الحديث هذه الأيام عن تنظيم جديد سيصدر لعمل الأطباء ومراجعة بدل التفرغ الذي تجاوز عمره الأربعين سنة؛ وأهم مافي النظام الجديد توحيد الرواتب بين قطاعات الدولة المختلفة؛ حسب مايتناقله الناس بينهم من أحاديث في مجالسهم وما تنقله بعض وسائل الإعلام؛ وهذا جيد وطالما طالبت به عبر سوانح؛ وقبلها أيام غرابيل الخوالي؛ ومع ان الموضوع يخص الأطباء إلا ان الأطباء لم يؤخذ رأيهم بما فيه الكفاية عن همومهم وشجونهم؛ وفي أوروبا وأمريكا تكون الخدمات الصحية الخاصة (برايفت سيكتر) مكملة للحكومي؛ وهو مايجب أن يكون لدينا أيضا؛ لا سيما اننا نشهد طفرة في التأمين الصحي هذه الأيام؛ فيجب أن يطبق النظام الصحي بشكل يخدم صحة الناس؛ ولا يبخس الأطباء المجتهدون حقهم؛ وعنونتي لسوانح اليوم (الميدان ياحميدان) جاء عفو الخاطر ومعبرا عن أن العمل الطبي ميدان واسع بإمكانك أيها الطبيب أن (تُفيد وتستفيد) وكل طبيب وشطارته؛ التي يحكمها نظام صحي يواكب كل جديد؛ وما قسمه الله له من رزق؛ تحت مظلة من وضوح النظام الطبي (على وضح النقا) لا يُعول فيها على ذمة الطبيب وخوفه من الله فقط؛ والبعد عن الوسائل العقيمة كالقيام بجولات تفتيشية خارج الدوام الرسمي على بعض المستوصفات والمراكز الطبية الخاصة؛ كجولات البلدية على الباعة المتجولين؛ والجولات يجب أن تكون أثناء الدوام الرسمي في أماكن عمل الأطباء الرسمية؛ ومعاقبة؛ بل والتشهير بكل طبيب مخالف؛ وتنفيذ لوائح النظام الجديد بدقة سيضع الكثير من النقاط على الحروف فيعرف كل طبيب وكل مريض ماله وما عليه؛ فينجلي وينفتح كل ميدان أمام كل طبيب ومقدرته على العمل والعطاء؛ والأطباء قدرات تتفاوت بين كل طبيب وآخر؛ فالبعض بإمكانه الكشف على خمسين مريضاً وعلاجهم في اليوم الواحد؛ فتخصصه دقيق أو نادر ومطلوب من الكثير من الناس في المستشفى الحكومي أو الخاص؛ والإمكانات العلمية من أجهزة ونحوها موجودة لتسهيل عمله؛ وبعض التخصصات النادرة يكون الأطباء فيها قلة ومرضاها كثيرون لاتستوعبهم المستشفيات الحكومية؛ أو ان من يريد الخدمة الصحية ليس لديه ملف طبي في المستشفى الحكومي الذي يعمل به هذا الطبيب المتميز أو ذاك؛ فيأتي القطاع الخاص (ليفيد ويستفيد) ويخفف الضغط عن المستشفى الحكومي؛ فما المانع؛ يسروا ولا تعسروا ودعوا الجميع يستفيد؛ فالطبيب سيكون باذن الله سببا في استعادة مريض لصحة حُرم منها أو الحصول على رفاهية ينشدها؛ بمقابل مادي ومعنوي؛ تعب وسهر كثيراً وتغرب طويلاً ليكون أهلا له أو لها؛ والميدان يا حميدان؛ وإلى سوانح قادمة بإذن الله.