يتنامى دور المرأة السعودية في الحياة العامة لصورة لا تخطئها العين، لا سيما في المجال الصحي والخدمات الطبية، حيث يسطع الدور النسائي واضحاً لا يحتاج إلى جهد أو بصيرة لتلمسه.. وبالأمس كان احتفال الشؤون الصحية بمنطقة الرياض بمناسبة يوم الصحة العالمي تحت شعار "حماية الصحية من تغيير المناخ" وقد شرف ذلك الملتقى العلمي الأميرة حصة الشعلان حرم خادم الحرمين الشريفين التي كرمت عدداً من الطبيبات والموظفات المتميزات بوزارة الصحة. وكان لهذا التكريم دفعة معنوية كبيرة في نفوسنا كطبيبات تعلمن وتدربن من أجل سد حاجة الوطن في المجال الطبي، خصوصاً الحاجة للعنصر النسائي، وحملن الراية في هذا المجال بعد أن كانت مستشفياتنا تعتمد بشكل شبه كامل على الطبيبات الوافدات من كثير من دول العالم، ومن مختلف الجنسيات، حيث كان اتجاه النساء في هذا المجال الإنساني في كثير من دول العالم ملبياً لحاجة تلك الدول، ولم تكن المرأة السعودية لتتقاعس عن ركب العالم في المجالات الإيجابية التي ترفد مجتمعها بالخير والتقدم وتتناسب مع طبيعتها وبيئتها الخاصة، وقد هيأت الدولة - رعاها الله - الظروف التي أسهمت في نجاح الطبيبة السعودية، التي أدركت أهمية أن يكون لها موطئ قدم بين نساء العالم في مهنة الطب النبيلة، وماراثونها الذي لا ينتهي، فهبت بكل ما حباها الله من قوة وعزم وحثت الخطى مسرعة في مضمار السباق لتثبت ذاتها مواكبة لايقاع خطوات العصر. وبالرغم مما يثقل كاهلها من مسؤوليات ومهام المرأة العربية، خصوصاً في مجتمعنا ذي الخصوصية والمحافظة.. وكأني بها بين فكي كماشة.. فالمهام تحاصرها من كل اتجاه، البيت، الأبناء، الزوج، ونظرة المجتمع ترمقها بترصد، بالاضافة إلى ما يحتاجه العمل من جهد ووقت بالليل والنهار. لكنها - بفضل الله - أولاً ثم بجهود ولاة الأمر وما يبذلونه من أجل أبناء وبنات الوطن، وما بذلته الطبيبة السعودية من جهد وعناء وسهر، فقد كسبت الرهان ووصلت في مجال الطب إلى مستويات رفيعة، لا سيما في التخصصات النادرة، وأبدت براعة يندر مثيلها، فأصبحت مرافقنا الصحية وصروحنا الطبية تزخر بالطبيبات السعوديات المتميزات في مختلف التخصصات وبمستويات مرموقة، فأنصت العالم إلى صوتها تقديراً واحتراماً لها، بعد أن كان البعض يراهن على فشلها، ويشكك في قدراتها وامكانية صمودها، فأصبحت تضاهي مثيلاتها في كثير من دول العالم، وقد تتفوق على الكثيرات من بنات جنسها في البلدان التي سبقتنا في هذا المجال. دلائل ذلك النجاح تبدو جلية وواضحة، إذا نظرنا إلى ما تشهده المملكة من صروح طبية متميزة تدار بسواعد أبنائها وبناتها.. يعزز ذلك ما يتم في مملكة الإنسانية من اجراء عمليات جراحية نادرة ومتميزة في ذات الوقت، تكللت بالنجاح، مثل عمليات فصل التوائم التي اشتهرت بها المملكة وحققت ريادة واضحة في مضمارها، وكذلك ما تشهده بلادنا من ندوات ومؤتمرات طبية عالمية على مستوى المنطقة والعالم، ومن بينها هذا المؤتمر وما يعالجه من قضايا الصحة والبيئة.. هذه كله دلالات واضحة على المستوى الرفيع الذي حققته المملكة في ميدان التقدم الطبي. وما كان لتلك الجهود ان تثمر لولا فضل الله أولاً على بلادنا، ثم بفضل اهتمام ولاة الأمر بالشأن الطبي.. وبالطبيبة السعودية ولا أدل على ذلك مما رأيناه ماثلاً للعيان من تشريف الأميرة حصة الشعلان لهذا الحفل وتكريمها لنا، لله در تلك اليد الحانية الكريمة التي أزاحت عن كواهلنا كل ما لاقيناه من تعب حتى أضحى ذلك التعب كأنه لم يحدث وأصبح جزءاً من الذكريات. ولم يتوقف اهتمام سموها عند حد الطبيبات وحسب، بل تعداه إلى الاهتمام بكل بنات الوطن ونسائه، فبالأمس القريب كانت سموها بين بناتنا الطالبات المتميزات في حفل تكريمهن، وما اهتمامها بدعم جمعياتنا الخيرية إلا دليل إضافي على حرص سموها واهتمامها المتواصل بقضايا المرأة السعودية في مختلف المحافل والمناسبات.. فلها منا كل الشكر والتقدير على ما بذلته وتبذله في دعمها للمرأة السعودية في مختلف القطاعات.