عندما تسير داخل الأسواق الشعبية في الاحساء يومي الأربعاء والخميس يتردد على مسامعك صوت من يناديك "حمالي يا عم.. حمالي".. بعضها يأتي قوياً فيه روح الشباب وقوته، والكثير يأتي واهياً ضعيفاً فيه من الوهن والتعب الشيء الكثير، لكنه صوت مفعم بالفعل والعمل، وفي هذه الأسواق تشعر بأن هناك حياة تتحرك بصورة مختلفة، كونها تحيا على إيقاع أصوات الباعة والمتسوقين والحمالين.. ويعتبر "الحمالون" هم جنود مكافحون يعملون في هذه الأسواق الشعبية منذ ساعات الصباح الأولى، فالكثير منهم يأتي مبكراً من القرى الشرقية أو الشمالية وهي كثيرة جداً في الاحساء. ويقول المواطن حسين سلمان الرجيب وهو من قرية الطريبيل بالقرى الشرقية انه اعتاد على الحضور إلى السوق من قريته التي تبعد أكثر من 25كلم من المدينة، فبعد صلاة الفجر ينتظر السيارة التي تنقله وعربته إلى السوق، ويصادف أحياناً أن يرافقه في السيارة بعض الحمالين. وعن دخله اليومي من عمله في التحميل ونقل مشتريات المتسوقين والمتسوقات ذكر الرجيب انه يتراوح من 30إلى 40ريالاً وهو في العادة لا يحدد قيمة "التحميل" أو النقل لكنها تتراوح ما بين 2إلى 5ريالات حسب كرم المتسوق، لكنه ما زال يذكر ان احدى السيدات قبل سنوات فاجأته بمنحه خمسين ريالاً مرة واحدة على الرغم من أن ما حمله إلى سيارتها لم يكن كثيراً ولا ثقيلاً.