تنطلق اليوم الخميس بالجزائر ولمدة أسبوع كامل ، فعاليات "عكاظية الجزائر للشعر العربي" في طبعتها الثانية التي تشهد حضور ما يقارب 90شاعرا يحطون رحال كلمتهم الجميلة المسكونة بهواجس الراهن وانشغالات المستقبل فوق منصة قاعة الموقار بقلب العاصمة الجزائر يتقدمهم الشاعر العربي الكبير عبد المعطي حجازي و أمير شعراء طبعة شاعر المليون الإماراتي "كريم معتوق والشاعرة السعودية ميسون أبوبكر التي تزور الجزائر للمرة الثانية على التوالي بعد مشاركتها في فعاليات الأسبوع الثقافي السعودي ضمن احتفالية الجزائر عاصمة الثقافة العربية العام 2007.وتفتتح الطبعة الثانية من عكاظية الشعر العربي التي تنطلق تحت شعار " الشعر العربي وقضايا التحرر" بعد "الجذور والمستقبل" الذي وسمت به أول طبعة تخرج إلى الوجود والجزائر تتوشح العام الماضي عاصمة للثقافة العربية ، تفتتحها وزيرة الثقافة خليدة تومي أمام نخبة من الشعراء الجزائريين والعرب من مختلف الأمصار والأجيال الشعرية والتجارب الإبداعية والمشارب الفكرية على تعددها وتنوع أسئلتها مع غلبة واضحة للجيل الجديد من الشعراء العرب الشباب ممن لا تتجاوز تجربتهم الشعرية ال 15سنة. ويحضر من منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط الشعراء ( ميسون أبوبكر) ، (عبد الكريم معتوق وزينب عامر وهدى السعدي)، ( خالد عيدان)، (صالح العامري وهاجر البريكي)، نجوان درويش وأحمد دحبور وخالد أبوخالد)، ( أحمد بخيت وعمر حاذق)، (ياسر الأطرش وهالة امحمد وعلي صالح الجلاوي) ،(حيدر محمود عبد القادر الرباعي)، (شوقي عبد الحليم) ، (عبد الحميد الحسامي وجميل عز الدين) ، (عبد الهادي سعدون وعباس جيجان) ،(روضة الحاج)، (نجاة عدوائي وجمال الصليعي) ، (الشيخ ولد البان) (عبد الإله الصالحي وعائشة البصري). ومما يلفت الانتباه في قائمة الشعراء الجزائريين الذين يعتلون منبر الشعر في عكاظية العام 2008، أنها تضم شعراء اشتكوا العام الماضي من إقصائهم رغم امتلاكهم باقتدار ناصية الشعر بامتياز وهوما استنكره رئيس اتحاد الكتاب الجزائريين سابقا عز الدين ميهوبي ودعا إلى استدراكه في طبعة العام الجاري . ونذكر من بين هؤلاء الشاعر الفذ عيسى لحيلح وعثمان لوصيف وعبد الرحمان بوزربة ونصيرة محمدي ولخضر فلوس ممن تحصلوا خارج الجزائر على جوائز تشجيعية وتقديرية ولهم حضورهم في ساحة الشعر العربي الراهن ، فضلا عن شعراء آخرين شاركوا في العكاظية الأولى نذكر من بينهم الشاعرين الكبيرين عمر البرناوي وأبوالقاسم خمار وشعراء شباب أمثال إبراهيم صديقي وجيلالي نجاري ونور الدين درويش وناصر لوحيشي. وبعيداً عن القراءات الشعرية ، وتماشيا مع شعار التظاهرة الذي رفع عنوانا كبيرا يتعلق بالشعر العربي وقضايا التحرر خصصت عكاظية الجزائر حيزا مهما للمداخلات النقدية والندوات الفكرية التي تعزز هذا الشعار فكانت "القضية الفلسطينية في الشعر العربي" و"المقاومة العربية في الشعر الشعبي الفصيح" و"الثورة الجزائرية في الشعر العربي" والقضايا العربية الراهنة في الشعر العربي أبرز عناوين المحور الفكري الذي ينشطه باحثون ونقاد وأدباء عرب نذكر من بينهم الدكتور علي عقلة عرسان. وكانت وزيرة الثقافة الجزائرية ألقت كلمة جميلة خلال الطبعة الأولى للعكاظية اعتبرت أهم وثائق تظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية وقالت خليدة تومي إنه "لا يمكن للعرب أن يلتقوا إلا في بيت الشعر وسماء القصيدة لأنهما الفضاء الذي كان دوما مصدر إجماعهم ومفخرتهم، والديوان الذي يجمع بين دفاته كل مجدهم وتراثهم ، الذي نافسوا به الزمان فغلبوه ، وطاولوا الخلود فسجلوا بماء الذهب معلقاتهم على أستار الكعبة ليقدسوا سحر الكلمة ، ويمنحوا للمستقبل ملاحمهم التي تقول هواجس الإنسان المسكون بالأسئلة المقيمة، والرغبة الملحة في تجاوز شرطه العادي ليقارع الفناء بإبداع الجمال".