أفاد شهود عيان أن الشرطة الصومالية اطلقت النار في الهواء أمس في مقديشو لتفريق متظاهرين يحتجون لليوم الثاني على التوالي على ارتفاع اسعار المواد الغذائية في البلاد. وافاد مراسل وكالة (فرانس برس) ان نحو عشرة آلاف شخص يتظاهرون في شوارع العاصمة غداة مقتل خمسة اشخاص برصاص الشرطة في تظاهرة مماثلة. وفي احد أحياء المدينة اطلقت الشرطة طلقات تحذيرية لتفريق مجموعة من المتظاهرين كانوا يحاولون الدخول الى متاجر على ما افاد شهود وكالة فرانس برس. ويسير المتظاهرون في حي المدينة (جنوب العاصمة) متوجهين الى حي بكارا حيث سوق مقديشو الكبيرة. وخطب الشيخ محمود عبد الله الزعيم الديني في الحشود قائلا "ان ارتفاع الاسعار هو القضية الاساسية التي يواجهها العالم ولا احد يكترث للمدنيين والتجار يفتكون بنا حاليا اكثر من أعداء الصومال المسلحين". واضاف "لا يمكننا ان نتجاهل ما يجري". وقتلت قوات الامن الصومالية خمسة اشخاص عندما اطلقت النار على المتظاهرين في رد على مجهولين رشقوها بقنابل يدوية ولوقف عمليات نهب. وهذه اول تظاهرة تجري في الصومال ضد ارتفاع اسعار المواد الغذائية التي تضاعفت تقريبا في العالم في غضون ثلاث سنوات حسب البنك الدولي مما اثار اضطرابات خلال نيسان/ ابريل في مصر وهايتي وتظاهرات في عدة بلدان اخرى. واحتج المتظاهرون ايضا على التضخم الكبير وممارسات العديد من التجار الذين يفرضون التعامل بالدولار بدلا من الشيلينغ الصومالي. ويبلغ سعر الدولار الواحد حاليا 25الف شيلينغ في مقابل 4000عام 1991تاريخ سقوط نظام الرئيس محمد سياد بري الذي عمت بعده الحرب الاهلية في البلاد. وحذرت الاممالمتحدة من الانعكاسات الخطيرة لخفض قيمة الشيلينغ الصومالي بحوالى 100% خلال الاشهر ال 15الماضية ومن تضخم كبير. وارتفعت اسعار الحبوب 110% الى 375% منذ سنة في الصومال. ومما زاد الوضع تفاقما تقلبات الاحوال الجوية والمواجهات المتواصلة والضارية بين القوات الصومالية المدعومة بالقوات الاثيوبية والمتمردين الاسلاميين.