عندما اطلعت على الحوار المطول الذي أجراه الزميل طامي السميري مع الدكتور عبد الله الغذامي، توقعت أن نقرأ بعض التعليقات من القراء في موقع "الرياض" الإلكتروني، وتوقعت أيضاً أن يتوقف بعض القراء عند رأيه بالفنان محمد عبده، وهذا ما حدث فعلاً، أنا أحترم كل آراء الدكتور الغذامي وبالطبع ذائقته الفنية وميوله تجاه الفنان الراحل طلال مداح، ولكن الذي استغرب له هو عدم معرفة الكثير للذائقة الخاصة لكل إنسان، بمعنى إعجابي بكاتب أو فنان معين وعدم إعجابي بآخر أمر شخصي يخصني فقط، فعندما أعجب بطلال أو محمد عبده ليس إلزاماً للجميع بأن يحبوا ذلك الفنان أو يعجبوا به، يجب أن نتقبل الأمر بصدر رحب عندما نقرأ أو نسمع رأياً يخالف قناعاتنا أو تحديداً ذائقتنا الفنية والثقافية.. الأمر يذكرنا بالجدل الرياضي "الاتحاد والأهلي، النصر والهلال" أنت تشجع فريقاً بمعنى أنت تكره الآخر، وعندما يكون صاحبك يشجع الفريق الآخر فهو ضدك، وهنا يحدث الجدل الذي يطال الثقافة دائماً، نحن نتذكر منذ سنوات كيف كانت الصفحات الفنية مخصصة لرصد آراء المعجبين بكل من طلال ومحمد عبده بوصفهما قطبي أو ضلعي الأغنية السعودية، جدل انتهى لحسن الحظ منذ سنوات، ربما لقناعة القائمين على الصفحات الفنية بأن لكل شخص رأيه الخاص الذي يجب أن يحترم ولا يعمم وإن طرح ضمن حوار فيبقى رأياً خاصاً، إذاً أعود وأقول للأسف هنالك العديد من القراء لا يرحبون بأي رأي قد يخالف أهواءهم أو ميولهم، ولو عدنا للحوار لرأينا أن الدكتور الغذامي أعلنها صريحة قائلاً أنا لا أميل لمحمد عبده، أنا أميل لطلال مدَّاح، بعد ذلك أوضح لماذا ذلك الميل، لا نريد مقولة "إذا لم تكن معي فأنت ضدي" في المشهد الثقافي في المملكة بل نريد مقولة "رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب"، ليتقبل الجميع كل رأي يطرح وبالذات في مجال الإبداع، يقول الدكتور الغذامي "الروائيون والروائيات لا يطلبون رأي النقاد في الواقع هم يطلبون مديح النقاد".. وهنا حقاً نحتاج لرأي النقاد بكل وضوح وصراحة، القضية ليست طلال مداح ومحمد عبده أو رجاء عالم ورجاء الصانع "مثلاً" بل قضية ثقافة شاملة بها الجيد الممتع وبها بلا شك الرديء، وهنا تكون مهمة النقاد بعيداً عن ميولهم الخاصة، وبالطبع الدكتور الغذامي يعي ذلك كثيراً، وبلا شك لن يزعجه بعض تعليقات القراء في موقع الرياض الإلكتروني أو المنتديات التي نقل إليها ذلك الحوار.