افتتح صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض مساء أمس معرض "الفيصل.. شاهد وشهيد" وذلك في المتحف الوطني بمركز الملك عبدالعزيز التاريخي، وقد رافق سموه صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة، وصاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية وكان في استقبال سمو الأمير سلمان لدى وصوله صالة المعرض أبناء وأحفاد الملك فيصل - يرحمه الله - وفي مقدمتهم صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للدراسات والبحوث الإسلامية، كما حضر افتتاح المعرض عدد من أصحاب السمو الأمراء، وأصحاب الفضيلة والمعالي، وجمع من رجال السياسة والثقافة والإعلام. وتجول سمو الأمير سلمان في أرجاء المعرض الذي تنظمه مؤسسة الملك فيصل الخيرية ومركز الملك فيصل للدراسات والبحوث الإسلامية، وضم مقتنيات وكتباً وخطباً نادرة للملك فيصل - يرحمه الله - مبدياً اعجابه الشديد بما شاهده من معروضات تعكس مرحلة من تاريخ المملكة العربية السعودية، وتسلط الضوء على جوانب عدة من تاريخ الملك فيصل وما قدمه لشعبه وللأمة العربية والإسلامية. وفي أثناء ذلك استرجع سموه مع أبناء الملك فيصل بعض الذكريات والأحداث التي تحكيها الصور والمعروضات. من جانبه صرح صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل المشرف العام على المعرض أن افتتاح معرض "الفيصل.. شاهد وشهيد" يتزامن مع ندوة تنظمها دارة الملك عبدالعزيز عن الملك فيصل، مشيراً إلى أن الدارة سبق أن نظمت معرضاً حول مؤسس المملكة العربية السعودية الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - وذلك بمناسبة المئوية، وآخر العام الماضي عن الملك سعود - يرحمه الله - وذلك في إطار احتفاء الدارة بالملوك الراحلين. وأوضح أن المعرض الذي يعكس شعاره كون الملك فيصل شاهداً على الأحداث العديدة وشهيداً عليها - يركز على حياة الملك فيصل، بدءاً من طفولته، مروراً بنشأته، وتربيته وتأثيرها على مسيرته، ثم انتهاء بفترة حكمه الممتدة سنوات طويلة تقلد خلالها العديد من المناصب الرسمية حتى أصبح ملكاً على البلاد. وبيّن سموه أن المعرض، يشتمل على الكثير من المعلومات الموثقة بالصور المختلفة عن رحلاته ومواقفه السياسية من القضايا العالمية والإقليمية والمحلية، موضحاً أن فترة حكم الملك فيصل كانت ثرية ومليئة بالأحداث والتحولات المختلفة، والحراك الاجتماعي والاقتصادي والسياسي إقليمياً ودولياً، حيث شهد خلالها العالم الكثير من الأحداث الجسام كما عاشت الأمتان العربية والإسلامية مراحل حرجة وحساسة في تاريخهما. وأضاف سموه ان المعرض يتضمن صوراً للملك فيصل تمثل مراحل مختلفة من حياته، ونصوصاً تاريخية عنه وأفلاماً قصيرة عن بعض رحلاته الخارجية المبكرة مثل: فيلم يحكي رحلته الأولى إلى بريطانيا عندما كان في الثالثة عشرة من عمره وآخر عن رحلته الثانية وهو في العشرين من عمره. كما سيتضمن عروضاً لبعض الخطب السياسية وعرضاً لعدد من الأوسمة والسيوف والمخطوطات وبعض المقتنيات الخاصة، وغيرها من الأشياء الشخصية المتعلقة بالملك فيصل عبر حقب زمنية متباينة. وقال: ان المعرض يستهدف شرائح عدة من المجتمع السعودي خصوصاً أولئك الذين لم يعايشوا فترة حكم الملك فيصل، أو يتعرفوا على الملك الراحل ومواقفه من العديد من القضايا المهمة وفي القلب منها قضية فلسطين التي كانت تشكل هاجساً كبيراً في حياته وكان يرحمه الله يحمل رؤية خاصة تجاهها. وذكر سموه ان فترة حكم الملك فيصل يرحمه الله كانت زاخرة شهدت خلالها المملكة ترسيخ دعائم التنمية ووضع اللبنات الأولى لأسس التقدم والرقي والنهضة في جميع المجالات خصوصاً مجال التعليم الذي يعد الركيزة الأولى في رقي الشعوب وعلوم الأمم. ولفت إلى ان معرض "الملك فيصل شاهد وشهيد"، سيخدم ذاكرة الأجيال الجديدة فضلاً عن كونه سيفتح الباب أمام الباحثين والمؤرخين لتلمس الكثير من المواقف التي تبناها الملك الراحل والقضايا التي سخر وقته وفكره وجهده من أجلها وهي كثيرة ومتعددة. وأكد الأمير تركي الفيصل ان ندوات عدة ستقام على هامش المعرض ستتركز كلها في الحديث عن شخصية الملك فيصل وستسلط الضوء على جوانب عدة لم تأخذ نصيبها من الاهتمام وسيلمس ذلك الحضور. وأوضح سموه ان المعرض سيستمر فترة طويلة تمتد إلى عام تقريباً وانه سينتقل إلى مناطق عدة داخل المملكة وخارجها، مثل: أبها، جدة، الدمام، وغيرها إضافة إلى بعض دول الخليج والدول العربية وبعض العواصمالغربية التي كانت تربطها علاقات متميزة بالملك فيصل.