في تصاعد مواز للمواجهات المسلحة بين القوات الحكومية والحوثيين ارتفعت وتيرة الحرب الكلامية إذ حمل كل طرف الطرف الثاني المسؤولية عن خرق الهدنة وإفشال المساعي القطرية للتوفيق بينهما. ففي حين لوحت السلطة بتصعيد عملياتها العسكرية ضد الحوثيين بالقول إن الدولة "ستقوم بما يلزم لفرض القانون" هدد القائد الميداني للحوثيين عبد الملك الحوثي بتوسيع نطاق المواجهات لتشمل مناطق في شمال وجنوب البلاد في حال شنت السلطات جولة خامسة من المواجهات. وقال الحوثي في تصريح خاص ل"الرياض" :"لا نعير تهديدات السلطة أي اهتمام ولدينا الاستعداد الكامل لمواجهة أي حرب جديدة. وإذا ما قاموا بالاعتداء لن تقتصر المواجهات على صعدة بل ستمتد إلى مناطق في شمال وجنوب البلاد وأماكن حساسة للسلطة ونحن جادون فيما نقول". وأكد الحوثي انه ليس بإمكان السلطات حسم المعركة عسكريا وقال: "ليس بإمكانهم حسم المسألة عسكريا ، مضت أربعة حروب وكان عليهم اخذ العبرة وكانت النتيجة أن يزداد عدد أنصارنا في كل جولة." وبشأن اللجنة الرئاسية وأعضاء الوفد القطري أكد الحوثي أن اللجنة التقت ممثلهم صالح هبرة وناقشت موضوع التهدئة وطلبا للحوثي بأن يكون عدد ممثليهم في اللجنة خمسة أعضاء وليس اثنين كما ورد في اتفاق الدوحة الموقع في أوائل فبراير الماضي. وقال إن اللجنة وعدت بنقل طلب الحوثيين إلى الحكومة اليمنية. لكنة أكد أن الهدف من نزول اللجنة الرئاسية والوفد القطري إيجاد تهدئة مؤقتة تستطيع من خلالها القوات الحكومية إجراء انتخابات المحافظين المقررة في 17من الشهر الجاري وترتيب نفسها لخوض مواجهات جديدة. وأوضح الحوثي ان السلطة أرسلت إلى صعده أمس الاثنين أكثر من 20راجمة صواريخ وبعض التعزيزات العسكرية الأخرى وهو ما لم يتم التأكد منه من مصدر حكومي أو مستقل. ونفى الحوثي صحة تأكيدات الحكومة بضلوع انصارة في الهجوم الذي استهدف مسجد ابن سلمان الجمعة الماضية وراح ضحيته 18قتيلا و 45جريحا. وعن إمكانية التوصل إلى سلام مع السلطات ونجاح الوساطة القطرية قال الحوثي إن ذلك يتطلب قرار عسكريا نافيا مقتل نحو 19من انصارة في منطقة دفعة لكنة أشار إلى اشتباكات في مناطق مختلفة. وكانت المواجهات المستمرة منذ أكثر من أسبوع أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات من الطرفين. من جانبه صرح هبرة ان السلطات اليمنية والحوثيين استأنفوا اتصالاتهم لاحتواء التوتر في محافظة صعدة شمال غرب اليمن. وقال "اجتمعنا الاحد في صعدة بحضور وسطاء قطريين وسيعقد اجتماع جديد لتهدئة الوضع وانهاء الازمة". وتجري المفاوضات بين هبرة الذي يقود وفد المتمردين ولجنة رئاسية شكلت قبل ايام تمثل الجانب الحكومي وكلفت الاشراف على انهاء التمرد. ويقود هذه اللجنة رئيس اللجنة الدستورية والقانونية في مجلس النواب علي ابو حليقة. وكان هبرة يتحدث هاتفيا من صعدة كبرى مدن المحافظة التي تحمل الاسم نفسه معقل حركة التمرد التي تخوض مواجهة مع القوات الحكومية رغم اتفاق سلام ابرم في حزيران/يونيو 2007وتم تجديده في شباط/فبراير الماضي في قطر التي عرضت القيام بوساطة. واعلن مسؤول محلي ان 19من المتمردين الزيديين في اليمن قتلوا الاحد في معارك مع الجيش في محافظة صعدة من اجل السيطرة على معسكر في قرية دفعة بمديرية حيدان في محافظة صعدة. وبذلك يرتفع إلى 52على الاقل عدد القتلى منذ الجمعة في محافظة صعدة الجبلية معقل التمرد الزيدي الذي يخوض صراعا مسلحا مع القوات الحكومية.