@@ لست استنسخ هنا (التجربة الدنماركية) لعادل إمام، وإنما أسعى ما استطعت لتسليط الضوء على (التجربة القطرية) في الاحتراف الرياضي عامة وكرة القدم خاصة ،إذ باتت مضربا للمثل رغم المعوق الذي تعانيه الرياضة القطرية في أهم مكون للحراك الرياضي وهو شح العنصر البشري. @@ قطر التي كانت وحتى سنوات قريبة خارج المشهد الكروي الآسيوي أصبحت اليوم في واجهة الصورة متقدمة بمسافات شاسعة عمن كانت تحلم باللحاق بهم، وإذ بها تخلفهم وراءها ليس على مستوى الحضور الفني، وإنما في كافة مجالات العمل الرياضي الاحترافي . @@ أتذكر - جيداً - كيف كان شكل الرياضة القطرية باهتاً كئيباً في ثمانينيات القرن الماضي حيث كنا نتابعها عن قرب ونحن في المنطقة الشرقية من خلال قناة قطر الأرضية قبل أن نعرف الطريق الى البث الفضائي، وكم كنا محظوظين حيث كنا نشاهد كل القنوات الخليجية على عكس غيرنا من سكان المملكة الذين كانوا مجبورين على (غصب 1، وغصب 2) كما كانت توسم قناتينا آنذاك. @@ في تلك الحقبة كانت الرياضة القطرية تعيش أسوأ حالاتها إذا ما قورنت بأخواتها في الخليج العربي، إن على مستوى الشكل أو المضمون، فالمسافة بينهم بعيدة جداً إلى درجة أن أحداً لم يكن ليتوقع أن يخطو القطريون تلك الخطوات العملاقة التي خطوها مسابقين الزمن لتصار رياضتهم وفي مدة زمنية وجيزة واحدة من أهم الرياضات في القارة الصفراء. @@ لست أقول ذلك متكئاً على مزاج شخصي، ولا مستنداً على حديث إنشائي وإنما لغة الأرقام هي من تحكي ذلك،ولنا في نتائج قطر في كافة المحافل دليل دامغ ،وأعظم من ذلك موقعها اليوم على الخارطة الدولية والقارية، فضلاً عن حضورها اللافت من حيث استحواذ الكوادر القطرية على أهم المناصب الرياضية في الاتحادات الآسيوية والدولية لاسيما على مستوى رئاسة الاتحادات ولجانها التنفيذية،ولا يمكن إغفال البنى التحتية الرياضية في قطر والتي بانت تنافس بها كبرى الدول المتطورة رياضياً على مستوى العالم والتي تؤكد أن تطلعات القطريين أبعد مما نتصور،ولنا في (أكاديمية اسباير) الخبر اليقين. @@ قد يقول قائل بأن التميز القطري المشهود لم يتأت إلا بالتجنيس، واستقدام الخبرات الأجنبية، وهي كلمة حق يراد بها باطل، وما عادت تستحق حتى مجرد الالتفات لها في زمن عولمة الرياضة، ومع ذلك فالقطريون الأصليون ما عادوا يقلون كفاءة وتميزاً وخبرة عن العنصر الأجنبي بفضل العلم والتأهيل والاحتكاك، حتى بات الشاب القطري اليوم هو محور النجاحات الملموسة، ومن هم على تماس بالرياضة العنابية يدركون هذه الحقيقة. @@ ثمة انتقادات كثيرة وجهت للرياضة القطرية لاسيما على صعيد كرة القدم، ولعل طبيعة التنافس الخليجي فرضت هذا النوع من النقد،ولست أزكي نفسي من ذلك فقد شبهت في مقالة لي دوري المحترفين القطري في بداية إطلالته بالعرس الجميل الخالي من المعازيم، وإذ به يفرض نفسه على الجميع كأجمل دوري خليجي على الإطلاق!. @@ دوري المحترفين في قطر هو اسم على مسمى، ومن قيض له متابعة هذا الدوري عن قرب يدرك أن ثمة احترافية عالية تحرك خيوط هذا الدوري، الذي بات متعة للناظر في كافة نواحيه،فعلى مستوى المضمون تجد الكوادر الإدارية في فرقه محترفة،والعاملين التقنيين فيه على أعلى مستوى من الإعداد، والكوادر التي تنظم آلياته مدربة على أعلى صعيد، أما على مستوى الشكل فحدث في ذلك ولا حرج، ولست مبالغا إن قلت إن الدوري القطري هو استنساخ للدوريات الأوربية الكبر