إذا كانت (جولييت) هي المرأة النموذج في الحب.. فإنها أيضا هي المرأة (الحلم) في السينما وهي غذاء العيون في زمن الأبيض والأسود والتي ظلت تختفي تدريجيا مع ظهور سينما الألوان باستثناءات نادرة وقليلة جدا إلى أن اختفت تماما في السنوات الأخيرة ، فتلك المرأة ليست كأي امرأة إنما هي ذات مواصفات خاصة جدا تبدأ من براءة الملامح وطفولتها إلى شقاوة العيون وذكائها وبساطة الوجه ورقته وتوهج الإحساس وفرطه.. تلك الصفات التي بدأت من عند نجمات الأبيض والأسود منذ صباح وزبيدة ثروت ونادية لطفي وسعاد حسني وانتهت عند ميرفت أمين آخر عنقود سلسلة جولييت في السينما المصرية ولم تكن صدفة أن تكون هي آخر نجمة غنى لها العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ (الهوى هوايا أبنيلك قصر عالي واخطف نجم الليالي وتعمل طبيب مداوي وأجيب حبي دوايا).. ومع نهاية الثمانينيات وبداية التسعينيات اختفت (جولييت) وظلت السينما تجتر من الجمال بعض ملامحه بحثا عن (جولييت) جديدة.. حتى ظهرت (حلا شيحة) التي كانت تحمل كثيرا من ملامح (جولييت / الحلم) ثم ابتعدت حلا عن الساحة واختفت معها (جولييت).. ومثلما جاءت حلا من التليفزيون من خلال مسلسل (الرجل الآخر) لنور الشريف جاءت جولييت جديدة من نفس المكان ونفس البطل وكأن نور الشريف على موعد دائما بجولييت السينما.. ففي مسلسل (حضرة المتهم أبي) تألقت فتاة تحمل مواصفات خاصة وكثيرا من ملامح البطلة الرومانسية اسمها (إيمان العاصي) كما تألقت مع سميرة أحمد في (دعوة فرح) ثم مع عبلة كامل في (حق مشروع) إلى أن خطفتها السينما بسرعة لتقف ولأول مرة أمام كاميرا السينما من خلال فيلم (مسجون ترانزيت) أمام نور الشريف واحمد عز وإخراج ساندرا نشأت لتقوم بدور المرأة الحلم التي يقع في حبها البطل الهارب وتظل خطيئته في الماضي شبحا يطارده ويهدده بالخروج من الجنة..! إيمان العاصي أعربت عن سعادتها بهذه التجربة مؤكده أن فكرة الوقوف أمام كاميرا السينما أمرا ليس سهلا خاصة عندما يكون مع نجوم في حجم نور الشريف واحمد عز وصلاح عبد الله والمخرجة ساندرا نشأت ونص لوائل عبد الله وكلها أمور جعلت من سنة أولى سينما اختبارا صعبا تتمنى أن تكون شهادة ميلاد لها في السينما حيث ان الفيلم سيعرض في صيف 2008وقد يعلن عن ظهور (جولييت) سينما 2008.وبعيدا عن السينما والتليفزيون تعيش إيمان حياتها كأي فتاة عادية تهرب من عدسات المصورين وتبحث لنفسها عن ركن بعيد وسط أصدقائها تحتسي النسكافيه فهي لا تهوى الأضواء بل وتخشاها وتفضل دائما أن تبقى في الظل بعيدا.. وكأنها بالفعل (جولييت / الحلم) التي تقف في شرفة عالية بعيون تحمل دهشة الأطفال ولهفة المراهقين ودفء الأمهات كزهرة بنفسج تبهج كل من حولها وتبقى هي معجونة بحالة شجن جميلة!