كشف خمسة جزائريين اعتقلهم الأمن الإسباني بشبهة الإرهاب لمدة أزيد من خمس سنوات كاملة دون محاكمة ثم أفرج عنهم، تعرضهم لما أسموه "أبشع الاستنطاق" على يد عناصر من مكتب التحقيقات الفيدرالي (أف بي آي) وقادة أجهزة مخابرات أوروبية لم يسمونها . وقال الجزائريون الخمسة وهم "زربوطي سليم" و"مزاري عبد القادر" اللذان اعتقلا للإشتباه في علاقتهما بشبكة إرهابية تنشط بأوروبا بناء على اعترافات مغلوطة من إمام من جنسية مغربية و"خالد مدني" الذي اشتبه بعلاقته مع المدعو "رمزي ابن الشيبة" أحد قيادات تنظيم القاعدة لأسامة بن لادن المعتقل حاليا بغوانتاناموا و"محمد خوني" و"أحمد شبلي"، في لقاء جمعهم بمدينة "أليكنت" الإسبانية بمراسل صحيفة "الخبر" الجزائرية، أنهم تعرضوا للتعذيب على يد المحققين الذين كانوا يريدون افتكاك اعترافات من الجزائريين بشأن علاقاتهم بالرقم الأول في تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، ومكان وجوده فضلا عن أسئلة أخرى تتصل بأعضاء بارزين في منظمة "إيتا" الانفصالية . واشتكى الجزائريون الخمسة الذين فرّ بعضهم الأوضاع الأمنية الداخلية الصعبة التي شهدتها الجزائر مطلع التسعيينات تماطل السلطات الإسبانية المختصة في تسوية وضعياتهم القانونية بعد الإفراج عنهم وتبرئة ذمتهم من التهم المنسوبة إليهم، حيث يطالبون بتعويضات عن سنوات الحبس التعسفي ويأمل آخرون في تسوية ملفاتهم بالشكل الذي يمكنهم من مغادرة التراب الاسباني والعودة إلى الجزائر. وحوكم الجزائريون الخمسة نهاية العام 2007، بعد دخولهم في إضراب عن الطعام احتجاجا على اعتقالهم دون محاكمة لأكثر من 4سنوات ولعبت سفارة الجزائر في إسبانيا دورا في التعجيل بمحاكمتهم بعد ضغط مارسه سفير الجزائر بإسبانبا أحمد حناش، تقوم السلطات الجزائرية حاليا بمساعي حثيثة بالتنسيق مع قنصليتها بمدينة "أليكانت" الإسبانية للتعجيل في تسوية وضعية الجزائريين الخمسة لبدء إجراءات ترحيلهم باتجاه الجزائر. وتحصي السلطات الجزائرية الرسمية ما يزيد على 300جزائري يقبعون حاليا في عدد من سجون الدول الأوروبية وعدد منهم يوجد بالقاعدة العسكرية الأمريكية بغوانتانامو بكوبا، لاتهامهم في قضايا ذات علاقة بالإرهاب الدولي بالأخص بعد أحداث سبتمبر - أيلول 2001م.