لقد سألني أكثر من مريض في مناسبات متعددة عن الأدوية (البديل التجاري) (generic) ومدى فاعليتها وكذلك ضررها على المدى البعيد خصوصا في الأمراض المزمنة كارتفاع الضغط والكولسترول وجلطات القلب ويذيلون ذلك بتجارب فردية لهم أو تجارب اخرى تناقلها الرواة عن غيرهم ، وأود في هذا السياق أن أوضح ما يلي : أولا: الجواب على السؤال أعلاه "في الغالب ليس هناك فرق" لكنه من عدم الإنصاف للمريض والطبيب على حد سواء وصف جميع الأدوية البديلة الموجودة في الأسواق المحلية والعالمية أنها جميعها بدون استثناء عالية الجودة ومطابقة للمواصفات والمقاييس العالمية للدواء الأصلي وللتثبت والاستزادة يمكن مراجعة مانشر في (حوليات الطب السعودي Ann Saudimed.2006:26 (3): 183)) وكذلك دراسات اخرى أكدت نفس المفهوم، ومن جهة اخرى انه من الإجحاف وصف جميع الأدوية البديلة بعدم الفاعلية وأنها "Placebo" وفي هذا نكران غير مبرر لجهود مؤسسات وجهات حكومية مسؤولة ومصانع وجهود علمية داخل وخارج البلاد وأفراد وجماعات تعمل ليلا ونهارا على توفير الدواء المناسب بالسعر المناسب في الوقت المناسب للمرضى. ثانيا: إن صناعة الأدوية البديلة منتشرة في دول كثيرة في العالم ومن ضمنها الولاياتالمتحدة منذ أمد بعيد ففيها تنتج الأدوية (البديلة) من شركات لها سمعة عالمية دولية وتحت رقابة نوعية عالية. ثالثا: إن تصنيع أي دواء يمر بمراحل متتالية فمنذ أن تكتشف الشركة تركيبة الدواء الكيميائية تعطى حقوق التصنيع لفترة زمنية معينة (تقريبا 17سنة). تذهب منها فترة تقارب 10سنوات في الأبحاث والدراسات الطبية على الحيوانات ثم البشر وبعد ذلك تأتي بداية التسويق ثم ماتبقى يكون مرحلة بيع الدواء وتغطية التكاليف وجني الأرباح ولذلك تكون كلفة الدواء الأصلي عالية ثم بعد تلك الفترة تفتح المنافسة لجميع الشركات ومن ضمنها الشركة الاصلية لإنتاج البديل ويكون بطبيعة الحال ارخص سعرا وذلك لانخفاض تكلفة الإنتاج. رابعا: يتفق الدواء البديل مع الدواء الأصلي في المادة الفعالة، الجرعة، طريقة التناول ويختلف في اللون والشكل والاسم لأنها (الثلاثة الأخيرة) تظل محمية من الشركة الاصلية. خامسا: إن المريض والطبيب والصيدلي وصاحب المصنع المنتج والمراقب الصحي كل في موقعة جزء لايتجزأ من منظومة مراقبة الجودة النوعية للادوية، فمن كان لديه أدنى شك في فاعلية أي دواء فيمكن الاستفسار عن جودة الدواء من وزارة الصحة أو من هيئة الغذاء والدواء وسيجد الجواب الشافي. سادسا: هناك مفهوم شائع خاطئ ليس لدينا فقط وإنما في جميع دول العالم (أن الغالي قيمته فيه) وان غلاء السعر دلالة على جودة النوعية. وبكل تأكيد إن قيمة الدواء هي في خصائصه الكيميائية وفاعليته وليس في سعره. سابعا: غالبا ماتوقف الشركة المنتجة للدواء الأصلي إنتاجه في وجود بدائل تجارية رخيصة وفعالة أو تدخل ببديل تجاري لمنتجها الأصلي. ثامنا: عند التحويل من الدواء الأصلي إلى البديل يجب أن يكون بتوجيه وإشراف الطبيب المعالج وخصوصا الأدوية يمكن أن يؤثر زيادة مستواها في الدم بشكل سيئ على المريض بسبب ان المستوى المقبول العلاج في الدم ضيق جدا (narrow therapeutic index) تاسعا: لقد بذلت وتبذل الجهات الحكومية وعلى رأسها وزارة الصحة جهودا مشكورة في مراقبة الجودة النوعية للأدوية (البديلة وغيرها) بوسائل مختلفة ومتعددة، وطرق التواصل مفتوحة للجمهور مع هذه الجهات. عاشرا: وأخيرا انصح القراء الكرام بعدم الاستعجال في قبول أو رفض الدواء البديل إلا بعد التثبت ومناقشة الطبيب المعالج والاستفسار من أهل الاختصاص. استشاري أمراض القلب