قال أحد الأصدقاء، إنه يفضل مشاهدة مباريات كرة القدم في التلفزيون ولكنه يشاهدها بدون صوت لأنه يرى أن التعليق دون المستوى المطلوب. اتفقت معه في الرأي، وعبارة "دون المستوى المطلوب" تعني وجود ملاحظات كثيرة على المعلقين سوف أحاول في هذه المقالة الإشارة إليها. - الوصف الدقيق المحلل لما يشاهده المشاهد، مثل متابعة تمرير الكرة من لاعب إلى آخر، وكأن المعلق يعلق للإذاعة وليس للتلفزيون. - الحماس الزائد تعليقاً على لقطات لا تستحق الحماس. - الكلام بشكل متواصل دون فترة صمت أو راحة، وهي راحة مهمة للمعلق، والمشاهد والغريب أن التعليق المتواصل دون انقطاع يخرج عن ساحة الملعب إلى موضوعات متشعباً، فقد يحدثك المعلق بأن اللاعب ولد بتاريخ كذا، وأنه يعشق (المكرونة)، أما المدرب فإن ظهرت صورته على الشاشة قال لنا المعلق إن الداهية يفكر ويتأمل، أما الحكم فهو من ذلك البلد الذي فاز بكأس العالم أربع مرات مقترباً من رقم البرازيل، ولكن اللقاء النهائي على كأس العالم انتهى بضربات الجزاء، وهناك من يطالب بإلغاء ضربات الترجيح (وليس ضربات الجزاء) حيث يترشح بطل العالم تلقائياً الى البطولة التالية، أما الحكم المساعد (يقول المعلق) فهو من تلك البلاد السياحية الرائعة ذات الطبيعة الخلابة فلابد أن تلك الأجواء الجميلة تنعكس على شخصيته.. ولكن ما علينا، دعونا نعد إلى المباراة، ونستمتع بهذه الأجواء، ها هو الجمهور يتفاعل مع المباراة، وهذا يذكرني بالجمهور الياباني الذي يتسم تشجيعه بالروح الرياضية حتى إنهم بعد المباراة يقومون بتنظيف الملعب مهما كانت النتيجة. لازالت النتيجة تعادل صفر لمثله، اللاعب... يستعد لرمية التماس، يلعبها لزميله.. كرة ملعوبة، الحكم يصفر خطأ خارج منطقة الجزاء، ربما يكون داخل المنطقة، ربما يظن البعض أنها ضربة جزاء، ولكن مالنا شغل، الرأي للحكم، وأصحاب الاختصاص. كرة ملعوبة.. من اللاعب رقم (4) وبالمناسبة هذا اللاعب هو الذي كان سينتقل للاحتراف، في فريق أوروبي مشهور، ذلك الفريق العالمي الذي حصد ولا يزال معظم الألقاب، ويلعب له نجوم بارزون، وبالأمس كان له لقاء، فاز فيه خارج أرضه مما يعني أن الفريق الذي يلعب على أرضه قد يخسر، ونتذكر أن البرازيل خسرت نهائي كأس العالم على أرضها في أكبر ملاعب العالم حجماً وهو ملعب ماركانا بمدينة ريو دي جانيرو، وهو يتسع ل (200) الف متفرج. نعود الى اللاعب رقم (4) ولكن كرة ملعوبة... الخ. وأنا بعد هذا الخروج الطويل عن النص أعود بكم الى الملاحظات على التعليق الكروي فأضيف إلى ما سبق أن بعض المعلقين ليس لديهم سابق خبرة في مجال كرة القدم ولذلك فإن التعليق يكون تعليقاً وصفياً لا يقدم رؤية فنية، وكنت من المعجبين بمعلق بريطاني لا يتحدث إلا بمقدار ولا يخبر المشاهد بما يشتركان في رؤيته فإن فعل فإنه يطعّم الوصف برأي فني، حيث تتوفر لديه القدرة على قراءة فكر اللاعب، وفكر المدرب وتفسير تحركات اللاعبين، فيقدم جملاً قصيرة مركزة تفسرلك المشهد لا تصفه فقط. المعلق الناجح لا يجد عيباً في فترة الصمت فهذه الفترة مريحة له وللمشاهد، أما الحديث المتواصل فهو يجبر المعلق على قول ما يفيد وما لا يفيد، ويجبر المشاهد على استخدام الريموت كنترول لإغلاق الصوت.