لفت نظري أن تعلن مدينة الملك فهد الطبية كل تفاصيل وفاة المريض السعودي الذي أجريت له عملية رائدة لإعادة ربط عموده الفقري. فلقد تعودنا من مؤسساتنا الصحية إعلان الحياة وليس الموت. وكأنني بالمسؤولين في المستشفيات يركضون ركض الويل لكي ينشروا عن المريض قبل أن يصاب بالمضاعفات وينتقل هو والانجاز الى رحمة رب العالمين !! القضية هنا من نوع شر البلية ما يضحك، فإذا كنتم تضحكون على المنظر الافتراضي للمسئولين وهم يركضون وتتساقط عدتهم الطبية من جيوبهم قطعة بعد قطعة ليلحقوا عمرهم وينشروا عن المريض في الصحافة قبل موته، فانه يشغلني شيء آخر، شيء محزن ومُبكٍ. فهناك من سيخشى بأن بعض المسؤولين في مؤسسة صحية ما، قد يستعجلون في إجراء الجراحة الخطيرة لمريض، ليس لانقاذه ولكن لحصد النشر الصحفي في الجرائد والمجلات، وهذا هو الخطير. الموضوع هنا لا يقتصر فقط على العمليات، بل يتعداه الى الإجراءات الأخرى، الإدارية او المالية و الإنشائية، فكم من قرار استعجل مسؤول في اتخاذه، ليكون له السبق ولكي تنشر عنه الصحافة الأخبار بالبنط العريض ليس إلا، في حين يدفع المراجعون او المستفيدون الثمن غالياً بعد أن تنقشع الغمامة ويرى الجميع الحقيقة المرة ! والمشكلة بل و أم المشاكل، أن لا أحد يستطيع أن يوقف ظاهرة الاستعجال والمستعجلين.