الصورة التي يرسمها بعض الفنانين لأنفسهم على الشاشة لا تتوافق كثيراً مع الواقع.. وفاء مكي ظهرت كثيراً على الشاشة في دور الإنسانة المغلوبة على أمرها لكن ما فعلته بخادمتها الصغيرة جعلها تبدو وكأنها جلاد فظ القلب.. والأغرب أن تعذيبها للفتاة الصغيرة كان زائداً عن الحد إلى حد الفزع. ما فعلته وفاء وحُبست من أجله عاد إلى الأذهان مرة أخرى بعدما وقفت مرة أخرى أمام كاميرا السينما تطل على المشاهدين وكأنها لم تفعل شيئاً!! أفلام.. ومسلسلات مؤخراً بدأت وفاء في تصوير فيلم "مال القمر" من تأليف محيي حمدي وإخراج فكري عبد العزيز ويتقاسم بطولته أحمد سعيد عبد الغني وعلاء مرسي ومحمد خيري.. فضلاً عن دورها في المسلسل التليفزيوني "حسنات وحمام التلات" بطولة غادة عبد الرازق ومنة فضالي وأمير كرارة وأحمد سعيد عبد الغني. القضية تفاصيل القضية المثيرة ضد وفاء تعود إلى عام 2001حين قضت محكمة جنايات شبين الكوم بمحافظة المنوفية في مصر بمعاقبة وفاء بالسجن 10سنوات مع الشغل والنفاذ والسجن سنة لكل من والدتها "ليلى الفار" والفنان "أحمد البرعي" وابن خالتها "سيد الفار" وطليقها "أيمن الغزالي" وإلزامهم جميعاً بالتعويض المدني للمجني عليهما الخادمتين "مروة" و"هنادي فكري عبد المجيد" اللتين تعرضتا لتعذيب بشع على أيدي الفنانة وفاء مكي ووالدتها. وتم ترحيل المتهمين إلى السجن لتنفيذ العقوبة. واستقبلت وفاء الحكم بالصراخ والعويل وأغمي عليها وسقطت في قفص الاتهام كما أجهش المتهمون الآخرون بالبكاء عقب سماعهم الحكم بسجنهم بينما كانت وفاء والمتهمون يضحكون للصحافيين قبل بدء المحاكمة ويتبادلون النكات معهم من داخل قفص الاتهام. كان واضحاً أن "مروة" تعرضت لتعذيب شديد لا يصدقه عقل.. الأمر الذي دفع الطبيب المعالج لابلاغ الشرطة.. وبوصول رجال الشرطة الي المستشفى واستجواب المصابة الصغيرة "مروة" وشقيقتها "هنادي" المصابة هي الأخرى بدأت المفاجآت تتكشف وتتوالي الأحداث. قالت "مروة": الذي أحدث إصابتي هي الفنانة المعروفة وفاء مكي ووالدتها.. أنا باعمل عند الست وفاء منذ 3سنوات مع اختي الكبيرة هنادي.. مهمتي المسح والكنس والتنظيف وأختي مسئولة عن تجهيز الملابس.. وكنت فرحانة جداً لأني باشتغل عند فنانة كنت باتفرج عليها بالتليفزيون.. لكن منذ شهر تغير كل شيء.. بدأت الست وفاء تعاملني بقسوة هي ووالدتها.. لا أدرى لماذا.. كانت الست وفاء بتعذبني.. كانت بتضربني وتعطيني حبوباً منومة وكمان حقن علشان ما أحسش بالتعذيب وكانت الست الكبيرة تضع الكرسي فوق جسمي وتيجي الست وفاء وتكتف ذراعي وبعدين بسكينة ساخنة تكوي جسمي.. وفي مرة من المرات ضربتني الست الكبيرة على دماغي.. وفي إحدى المرات أرغمتني الست وفاء ووالدتها على تسجيل شريط كاسيت اعترف فيه أنا وشقيقتي بأننا سرقنا مصوغات الست وفاء وأموالهما.. وبعد فترة كبيرة من التعذيب ساءت حالتي الصحية الأمر الذي جعل الست وفاء تحضر لي طبيباً يكشف عليّ وبعد الكشف قال لهما.. لازم تتخلصان من البنت دي بسرعة، لأن حالتها خطيرة.. وفعلاً الست وفاء جعلت ابن خالتها وممثلاً اسمه "أحمد البرعي" يأخداني في عربية ويرمياني عند شريط السكة الحديد بالقرب من بلدتي قويسنا وجريت على بيت جدتي ونقلوني إلى المستشفى. نهاية الهروب ثم تمكن رجال المباحث من ضبط الفنانة الهاربة ووالدتها وطليقها في أحد الكمائن الذي أعد في منطقة ببركة السبع.. وبعد القبض عليهما تبين أن وفاء كانت تستعين بأقاربها لمساعدتها في الهروب وقامت باستئجار سيارة خاصة لاستخدامها في التحركات في القاهرة والجيزة وخلال 10مكالمات تليفونية مع رجال المباحث لم تقتنع وفاء مكي بتسليم نفسها، ووعدت المباحث أكثر من مرة بإنهاء رحلة الهروب لكنها لم تنفذ وعدها.. وبعد أن شعرت بتضييق الخناق عليها سافرت مع طليقها إلى مدينة طنطا واستأجرت شقة بشارع توت عنخ أمون بمبلغ 400جنيه وقضت فيها بعض الأيام بعد أن تخفت في زي امرأة منقبة لتهرب من رقابة الشرطة.. ولكنها قررت العودة إلى القاهرة لتستأنف المفاوضات عن طريق محاميها.. لكن رجال الشرطة تمكنوا من ضبطها عند كمين بركة السبع وأحيلت إلى النيابة مع والدتها وابن خالتها وطليقها والممثل أحمد البرعي، وتم تحديد جلسة عاجلة لمحاكمتها بعد أن اتهمت النيابة الفنانة ووالدتها بهتك عرض الخادمتين مروة وهنادي وتعذيبهما واحتجازهما وضربهما.. بينما واجه باقي المتهمين تهم إخفاء الفنانة ووالدتها عن العدالة والمساعدة على إخفاء آثار الجريمة. ليلة الوحدة انقضت الليلة الأولى على الممثلة المتهمة داخل السجن وهي الليلة التي يطلق عليها السجناء القدامى: "ليلة الوحدة" عند استقبالهم للسجناء الجدد.. ففي يوم صدور الحكم وبعد النطق به وإجراء "الفيش والتشبيه" للمتهمة وصلت بها سيارة الترحيلات إلى السجن في الرابعة مساء لتبدأ وقائع الساعات الأولى خلف الأسوار العالية، حيث حرصت النزيلات على استقبال المتهمة بشكل خاص.. ويقول أحمد الفقي محامي الممثلة المتهمة وشركائها: بعد حكم محكمة جنايات شبين الكوم أصيبت وفاء مكي بحالة ذهول وإعياء تام.. فلم تكن تتوقع أن يكون الحكم على ما صدر به أي عشر سنوات أشغالاً. وبعد النطق بالحكم.. سلمت وفاء نفسها لرجال الحرس الذي حضر معها في سيارة الترحيلات لتعود معهم في نفس السيارة إلى سجن النساء بالقناطر.. لتبدأ أول المشوار الصعب.. طوال الطريق من شبين الكوم حتي توقفت السيارة أمام باب سجن النساء بالقناطر في الرابعة مساء.. لم تنبس وفاء بكلمة واحدة.. حتي دموعها أبت أن تطلق لها العنان.. كانت مستسلمة للشرود والذهول اللذين سيطرا عليها تماماً.. أخفت عينيها خلف نظارتها السوداء حتى تتفادى نظرات الجالسين حولها.. عندما دخلت وفاء بوابة السجن بصحبة الحرس الخاص بها.. طلبت أن تحضن أمها التي كانت معها في نفس السيارة لتهدئ من روعها.. فقد كانت الأم ليلى الفأر شبه منهارة.. تنفيذاً للوائح السجن.. فقد تم توزيع كل منهما إلى عنبرين مختلفين.. توجهت الأم إلى عنبر الإيراد لتمكث به لمدة 11يوماً من تاريخ وصولها ثم يتم ترحيلها إلى عنبر "النفي" لتقضي به باقي العقوبة.. وهو نفس العنبر الذي كانت تعيش داخله وفاء مكي.. حاولت زميلات وفاء من النزيلات في نفس العنبر الإلحاح عليها بنفس الأسئلة التي تدور في كل الإذهان.. عن الحكم الذي صدر.. ولماذا لم تتكلم وفاء وتقدم أية معلومات تدافع بها عن نفسها.. وتبرئ بها ساحتها.. لكن وفاء ردت على هذا الهجوم المتوالي من السجينات بكلمات قليلة عندما قالت لهن آنذاك: لن أتكلم الآن.. أعدكم فقط بأنني سأقدم مفاجأة مثيرة قريباً بخصوص القضية.. وسأخرج في النقض براءة لكن البراءة لم تأت إلا بعد ثلاث سنوات كاملة قضتها الفنانة خلف القضبان. دعوى سب وقذف وتعود وفاء مكي إلى الظهور مجدداً في ساحات المحاكم لكن بشكل مختلف، حيث اتهمها مؤخراً مقاول يدعى سلامة حسانين السيد بالسب والقذف في حقه واتهامها له بسوء السلوك ومحاولة إقامة علاقة غير شرعية معها، وأكد أن النيابة استدعتها للتحقيق معها ولكنها لم تستجب لذلك. وتبدأ فصول القضية كما رواها سلامة حسانين بأنه تعرف على وفاء مكي في عام 1994أثناء تصويرها مسلسلاً بمنطقة الهرم وكعادة أي إنسان يرى فناناً طلب سلامه منها صورة تذكاريه ومنذ تلك اللحظة لم يعرف عنها شيئاً حتى ظهر اتهامها في قضية تعذيب خادمتها، ولحظتها قرر سلامة أن يقف بجانبها وبالفعل كان هو المتكفل بشؤونها - حسب قوله- منذ دخولها السجن في 26-12-2001م. وحتى خروجها في 5-11-2004م. ورفعت ضده قضية في 30-7-2006م. ورغم ذلك حصل سلامة على البراءة ونظير ذلك قام هو برفع قضية سب وقذف ضدها لاسترداد حقه. لكن وفاء نفت هذه المزاعم وقالت إن النيابة لم تستدعها وأن الرجل كان يعمل عندي ويقضي طلباتي أثناء وجودي في السجن ولكنه بعد ذلك تجاوز حدوده وأصبح يتدخل في حياتي الخاصة ويوشي بيني وبين والدتي وأقاربي وأصبح يهددني"، وأكدت أن القضية لا تشغلها لأنها لا تستحق.