شهدت صناديق الاقتراع في المرحلة الثانية من الانتخابات البرلمانية الإيراني التي جرت في طهران والعديد من المدن الإيرانية أمس لانتخاب 82برلمانياً جديداً فتوراً كبيراً من قبل الناخبين. وتشير التوقعات بشكل كبير الى فوز ساحق لمرشحي التيار المحافظ في هذه المرحلة ليعزز المحافظون من سيطرتهم على البرلمان الإيراني المقبل حيث استطاعوا خلال المرحلة الاولى من الانتخابات البرلمانية التي جرت في 14آذار/مارس الماضي من حصد 154من مقاعد البرلمان الإيراني الذي يبلغ مجموع مقاعده 290مقعداً. واستطاع مرشحو التيار الاصلاحي الذي يتزعمهم الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي من الفوز ب 44مقعداً في المرحلة الاولى من الانتخابات البرلمانية وبذلك سيمارس الاصلاحيون نشاطاتهم في البرلمان المقبل كأقلية لا يمكنها ان تؤثر على القرارات التي سيصدرها خصومهم المحافظين الذين سيسطرون على البرلمان المقبل. وكانت نسبة مشاركة الناخبين في المرحلة الثانية من الانتخابات البرلمانية الإيراني والتي يحق لحوالي 20مليون ناخب المشاركة فيها متدنية بشكل كبير في طهران والعديد من المدن التي لم يتم حسم نتيجة المقاعد فيها خلال المرحلة الاولى من الانتخابات البرلمانية. واتهمت شخصيات اصلاحية وزارة الداخلية ومجلس صيانة الدستور وهما مؤسستان يسيطر عليهما التيار المحافظ بإقصاء اكثر من 1500شخصية اصلاحية ترشحت للمشاركة في الانتخابات البرلمانية الحالية في خطوة للحيلولة دون سيطرة الاصلاحيين على البرلمان المقبل. وتواصلت أمس دعوات المسؤولين الإيرانيين إلى المشاركة الواسعة في هذه المرحلة التي قالوا إنها لا تقل أهمية عن المرحلة السابقة. وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) ووكالتا أنباء "مهر" و"فارس" الإيرانيتين شبه الرسميتين أن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد قال لدى إدلائه بصوته "إن مشاركة أبناء الشعب في الانتخابات دليل على حيويته وشموخه، وصورة للحضور الجماهيري في عملية صنع القرار في إيران". وأعرب نجاد عن أمله بأن يختار الشبان الإيرانيون المرشحين الذين يقدمون الخدمة المخلصة لأبناء الشعب ويهتمون بتقديم وتطور البلاد، معتبرا أن المرحلة الثانية شأنها شأن المرحلة الأولى وأن الشعب سيشارك فيها بالفاعلية نفسها. من جهته أكد رئيس مجلس خبراء القيادة الإيراني هاشمي رفسنجاني لدى إدلائه بصوته أيضا، على أهمية المشاركة الجماهيرية الواسعة في هذه الانتخابات، مطالبا المجلس النيابي المقبل بالاضطلاع بدوره التشريعي. وقال رفسنجاني ان المشاركة في الانتخابات تعد واجبا وطنيا وحقا من حقوق المواطنة، وحض الإيرانيين على المشاركة والتواجد في مراكز الاقتراع للإدلاء بصوتهم. وشدد على ضرورة تعديل قانون الانتخابات، وتغيير طريقة الإدلاء بالأصوات في الانتخابات لتصبح عبر الطرق الآلية والرقمية الحديثة للتقليل من الوقت والجهود. وطالب رئيس مجلس خبراء القيادة المجلس النيابي الثامن بالاضطلاع بواجباته بصوره أكثر جدية لاسيما في مجال التشريع والمراقبة، قائلا إن البلاد بحاجة إلى قوانين كثيرة في مجال السياسات العامة، لا سيما الخصخصة وكذلك الآفاق التنموية العشرينية. بدوره، اعتبر رئيس السلطة القضائية هاشمي شاهرودي لدى إدلائه بصوته أن مشاركة الشعب الإيراني في الانتخابات التشريعية دليل على وفائه للنظام الإسلامي، مشيرا إلى مشاركة الإيرانيين في مختلف مراحل الثورة الإسلامية. كذلك قال رئيس مجلس الشورى الإسلامي غلام علي حداد عادل لدى إدلائه بصوته إن أهمية المرحلة الثانية من الانتخابات التشريعية التي بدأت اليوم (امس) هي نفسها التي كانت عليه في المرحلة الأولى منها. وكان مرشد الثورة الإسلامية الإيراني علي خامنئي دعا الإيرانيين امس الجمعة إلى المشاركة الواسعة في المرحلة الثانية من الانتخابات التشريعية التي اعتبرها بأهمية المرحلة الأولى نفسها، وذلك بعد إدلائه بصوته في الدقائق الأولى من بدء عملية الاقتراع في طهران. وأعرب خامنئي في تصريح للصحافيين عن أمله بأن يشارك الإيرانيون مشاركة واسعة في الانتخابات، مشيدا بجهود القائمين على إدارتها.