قبل سنين وعندما وصل سعر برميل البترول إلى عشرة دولارات للبرميل تنبأ خبير بترولي سعودي تولى لفترة طويلة من الزمن منصبا مهما في قطاع البترول في بلادنا بأن سعر البرميل سيصل إلى خمسة دولارات، كما تنبأ بأنه مع بداية القرن الواحد والعشرين ستحل بدائل أخرى محل البترول، وتبعا لذلك فإن مستقبل دول الخليج حالك السواد، فما الذي حدث؟ لقد وصل سعر البترول إلى 117دولارا للبرميل، وأما البدائل فقد بدأ العالم يصرخ مطالبا بوقف انتاج الايثانول من الحبوب وخاصة الذرة ، فما الذي حدث لتكذيب تنبؤات الخبير السعودي؟ زاد استهلاك الصين وأصبحت ثاني دولة مستهلكة للبترول في العالم بعد الولاياتالمتحدة، وقريبا ومع احتمال امتلاك كل صيني من ذوي الدخل المتوسط لسيارة، ومع انتاج سيارات مثل تاتا الهندية التي ستباع ب 2500دولار سيزداد استهلاكها وسيتجاوز مقدار ما تستهلكه الولاياتالمتحدة، وهذا في الوقت الذي بدأت تنبض فيه مكامن البترول القديمة كبحر الشمال، ولم تعد هناك اكتشافات جديدة واعدة، وما قيل عن مكامن المياه الاقليمية للبرازيل حديث خرافة، أي أن سعر البترول مرشح للزيادة ويمكن أن يصل مع بداية عشرينيات هذا القرن إلى 200دولار للبرميل، على أنّ هذا ليس كفيلا بإسعادنا ما لم نستعد لكبح جماح التضخم الذي سيحدث في بلادنا نتيجة لذلك، وهو ما لا نستطيع أن نفعله إذا اصررنا على الارتباط بالدولار .