اجمع منتجو ومستهلكو الطاقة المشاركون في منتدى الطاقة العالمي الذي اختتم أعماله أمس في روما على ضرورة دعم مشاريع الطاقة والتوسع في الاستثمارية الطاقوية لمواجهة الطلب المتزايد على مصادر الوقود الاحفوري وغيره من المصادر والذي ينمو بنسبة تصل إلى 50% حتى عام 2030م. وقالت مصادر من داخل المنتدى في اتصال هاتفي مع الرياض إن المباحثات ركزت على كيفية توفير مصادر الطاقة في المستقبل لعالم سيقفز استهلاكه من الطاقة إلى حوالي 130مليون برميل يوميا بحلول عام 2030م، كما تطرق المنتدون إلى بحث انجح السبل في كيفية تأمين الاستثمارات الكافية للبنية التحتية لمشاريع الطاقة والنهج السليم لجعل هذه المشاريع الطاقوية تتناسب مع البيئة وتساهم في تعزيز التنمية المستدامة. و أتفق المجتمعون على ضرورة استمرار الحوار بين المنتجين والمستهلكين لضمان أمان الطاقة بما يحقق الفائدة للدول المنتجة والمستهلكة ويقوي من نمو الاقتصاد العالم ويدفع عجلة التقدم وخاصة في الدول النامية ويساهم في التقليل من وطأة الفقر للشعوب التي تعيش تحت خطه المنهك. وكانت الدول المستهلكة تحاول طيلة مداولات المنتدى التركيز على مناقشة أسعار النفط المرتفعة والعمل على إيجاد وسائل تحد من تقدمها إلى أرقام قياسية تقهقر من نمو الاقتصاد العالمي بينما الدول المنتجة تشدد على حقيقة أن الأسعار لا تندفع بفعل نقص الإمدادات وإنما لتأثرها بعدد من العوامل ومنها ضعف صرف الدولار أمام العملات العالمية بالإضافة إلى المشاكل الاقتصادية في الولاياتالمتحدة، والتوترات السياسية التي تدور قرب مكامن النفط وكذلك القلاقل الأمنية في بعض الدول المصدرة إلى النفط و الظروف المناخية التي تتسبب من وقت إلى آخر في عرقلة الإمدادات من الوصول إلى مواقع الاستهلاك وكذا المضاربات من قبل سماسرة النفط. وهو ما أكده صندوق النقد الدولي الذي أشار في تقريره إلى أن التراجع المتوقع للنمو بحوالي نقطة أو نقطتين ليس بسبب أسعار النفط وإنما أيضا بسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية ومتاعب القطاع المالي. وقالت المصادر أن دراسة قدمت للمنتدى أظهرت أن الشركات النفطية تواجه عقبات في تنفيذ الاستثمارات النفطية وأوضحت أن نتاج دراسة لحوالي 53شركة نفطية عالمية بينت أنها أبرمت عقودا بقيمة 240مليار دولار خلال عام 2006م، إلا أنها لم ينفيذ سوى نصفها لأسباب منها قلة التقنية وتباعد مواقع مكامن النفط إلى مناطق صعبة الطقس والتضاريس ما يعيق من تنامي الاستثمارات الطاقوية. ودعا بعض المشاركين في المنتدى إلى أهمية إيجاد شراكة حقيقية بين المنتجين والمصدرين للنفط من أجل دعم الاستثمارات النفطية وكذلك توفر أسواق عالمية للطاقة تتمتع بالثبات والشفافية والنظام العملي، وتنويع الاستثمارات والتركيز على البنية التحتية لهذه المشاريع لضمان الإنتاج والتصدير للمواد الخام. وشدد المنتدون على أهمية التقنية والبحوث التي تساهم في تنامي الصناعات الطاقوية في جميع مجالاتها فهي التي تدفع من تطوير المرافق وتحسن من الإنتاجية وتعزز من دور القطاع الصناعي الأمر الذي سيفضي إلى مواجهة الطلب العالمي على الوقود الذي يعتبر المسير الحقيقي للتنمية البشرية.