ربيع الرياض برنامج ترفيهي سياحي تزامن توقيته مع إجازة المدارس الأخيرة مما أكسبه نجاحا وشهرة في أوساط بيوت الرياض وما حولها، إذ وجدت الأسر برنامجا مفيدا ترفيهيا خلال الاسبوع عوضا عن النوم إلى "وفي" وقت متأخر.. ونشرت "الرياض" ان الأهالي يطالبون بمثل هذه البرامج في العطل الاسبوعية ايضا بحيث لا تكون قاصرة على المناسبات والإجازات الطويلة والمتوسطة فقط.. وأنا أضيف على ما طالب به الأهالي ان موسمية البرامج الترفيهية كانت تصلح كحل ترويجي سياحي مؤقت في السابق لهذا ظهرت مهرجانات الصيف واحتفالات العيد، لكن الآن وبعد ان زاد الوعي بأهمية الترويح عن النفس كوسيلة فعالة للعودة النشطة للعمل ولتحمل المسؤولية وبعد ان نجحت الحملة السياحية جزئيا في اقناع المواطن بتمضية إجازته في بلده وبعد ان ساهم ارتفاع الأسعار العالمي في توطين إجازة المواطن بعد كل هذا فان موسمية الترويح ينبغي ان تتجه (للنوع وليس للزمن).. بمعنى فك ارتباط الترويح بالإجازات وربطه بنوعية الترويح بحيث يتسنى لمن لا تحكمهم إجازة مدرسية كالموظفين ومنسوبي القطاع الخاص والسياح من خارج المملكة أن يرتبوا جداولهم وفقا للترفيه النوعي المتاح. مثلا يخصص شهر محرم للثقافة والأدب فتعقد الندوات وتقام المعارض وتعلن نتائج المسابقات ويرتب للمناظرات وللمحاورات الشعرية والمسرحية والنقدية ولا بأس من تبني مهرجان تلفزيوني يُستقطب له أفضل الانتاج الدرامي خلال عام.. ويخصص شهر صفر للابتكارات والاختراعات في كافة المجالات فتصبح المدينة جاذبة لكل مبتكري العالم وايضا هي فرصة تجارة وعقد صفقات وابراز مبتكرين عظماء وأذكياء. ويخصص شهر ربيع اول مثلا للطبيعة فتقام معارض الزهور وتفتح الحدائق وتعمل المراكز العلمية المتخصصة كالقبة الفلكية وهيئة الارصاد وتنمية البيئة وغير ذلك. ولا يتسع المقال لضرب المزيد من الأمثلة لكن ارجو ان أكون قد أوضحت فكرتي فما تحقق من تغير حقيقي في ثقافة المواطن الترويحية ينبغي استثماره والصعود به للأعلى بدلاً من ان نبقى سنوات وسنوات نراوح مكاننا ونقدم ترويحا لا يحمل هوية محددة ويفقد رونقه مع الزمن.