@@ أعطانا رئيس مجلس النواب اللبناني السيد نبيه بري إحساساً بالأمل في الخروج من المأزق الدستوري الذي تعيشه بلاده منذ شغر موقع الرئاسة وحتى اليوم. @@ وإذا صدق القول أنه عاد من سورية بما لاتحلم به الموالاة وخرج لبنان في الموعد المقرر لعقد جلسة مجلس النواب القادمة بتاريخ 22/ابريل 2008من أزمته الراهنة وتم اختيار العماد ميشال سليمان رئيسا.. وتسلم سلطاته الكاملة كزعيم توافقي موثوق به ، ومدعوم بإرادة الجميع.. فإن ذلك سيؤدي - بالضرورة - إلى تحول إيجابي ليس فقط في الحياة السياسية اللبنانية.. وإنما في عودة الوفاق العربي إلى مساره الصحيح ومعالجة بقية المسائل الخلافية بروح أخوية صادقة.. وذلك ماقامت عليه المبادرة العربية.. وماسعى الأمين العام للجامعة العربية إلى تحقيقه.. وما يجب أن يقتنع الجميع بأنه الطريق الأمثل لمعالجة حالة الاحتقان الشديد قبل أن يحين تقاعد (العماد ميشال سليمان) المحدد له بتاريخ 21اغسطس القادم، وقبل أن يفقد الجميع كافة أسلحتهم.. ويحل الدمار بلبنان كخيار يائس شارك فيه جميع الأطراف.. ودفعوا الأوضاع إليه دفعاً.. @@ لو حدث هذا.. فإن الرئيس بري يكون قد أسهم بفاعلية في إنقاذ لبنان من هذا المصير الأسود.. وأعاد الحياة إلى مؤسساته الدستورية.. وألقى بالمسؤولية كاملة على كاهل الرئيس التوافقي في فتح جميع الأبواب المغلقة دون شروط.. أو قيود.. أو حواجز مسبقة.. وإلا فما معنى أن يكون رئيساً "توافقياً".. ؟! @@ وعلى فريقيء المعارضة والموالاة.. أن يتعهدا بقبول كل مايتخذه الرئيس من خطوات تكفل السلام الاجتماعي.. ووحدة الموقف وطمأنة الجميع بتشكيله وزارة وحدة وطنية ومعالجته الفجوات الدستورية وتصحيحها ووضع لبنان أمام مسار جديد بعيداً عن المخاوف الراهنة من "الاستئثار" أو "التعطيل". @@ إن الإعلان بصراحة ووضوح عن هكذا توجهات كفيل بأن يصحح كل الأوضاع الخاطئة.. لاسيما وأن الجميع موالاة ومعارضة قد وصلوا إلى قناعة تامة بأن التصلب.. والتعنت.. والاستقواء لم ولن يحقق نتيجة.. وأن مايخدم لبنان.. ويضمن سلامته.. واستقلاله.. واستقراره.. هو الاقتناع أيضا بأن المستقبل هو لدعم الدولة وتقوية مؤسساتها.. وانخراط الجميع في العمل من خلالها تحت مظلة واحدة.. بعيداً عن الحزبية أو الفئوية والمذهبية والطائفية المعززة بقوة السلاح.. والمحكومة بالأيدولوجيا.. والمحقونة ببعض التحالفات الخارجية المحمومة @@ هذا هو لبنان الذي نعرفه.. ونريده.. وظللنا طوال العمر نتغنى به.. ونجد في جنباته كل الراحة.. والأمن والمحبة والسلام.. @@ ذلك أن لبنان.. الأرض.. ولبنان الشعب.. لم يُخلقا للحروب.. وإشاعة الكراهية.. ونشر الموت.. وإنما وجدا ليكونا بلد خير.. ووئام وتنمية.. وازدهار.. ورفاه منقطع النظير.. فلا تحرمونا من كل هذا ياعقلاء لبنان.. وأبناءه الأوفياء . وأشقاءه المخلصين .. @@@ ضمير مستتر @@ (لايمكن لبذرة الكراهية.. أن تعيش في أرض الحب ومناخاته الصافية).