سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
د. عبدالله الحصين: نقص المياه والاحتباس الحراري أعظم خطرين يهددان الأرض لدى افتتاحه فعاليات المؤتمر الدولي لاستخدام تقنيات الفضاء في إدارة الموارد المائية
نيابة عن صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام للشؤون العسكرية، رئيس مجلس جائزة الأمير سلطان العلمية للمياه افتتح معالي وزير المياه والكهرباء المهندس عبدالله بن عبدالرحمن الحصين أمس في مقر مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية فعاليات المؤتمر الدولي لاستخدام تقنيات الفضاء في إدارة الموارد المائية الذي تنظمه المدينة وجائزة الأمير سلطان بالتعاون مع هيئة الأممالمتحدة ومنظمة اليونسكو، وذلك خلال الفترة من 6- 10ربيع الثاني1429ه بمقر المدينة. وأكد معالي المهندس عبدالله الحصين في كلمته الافتتاحية أن هذا المؤتمر الذي يأتي مواكباً للتطورات المتسارعة في استخدام وسائل تقنية الفضاء لإدارة الموارد المائية، يعد نموذجاً يحتذى في التعاون العلمي الدولي المشترك لما فيه خير البشرية. وقال معاليه ان التطور المتسارع في تقنيات الفضاء خاصة ما يتعلق باستخدام تقنيات الاستشعار عن بعد بواسطة الأقمار الاصطناعية ساهم في تزايد المشاريع البحثية التي تنفذ باستخدام هذه التقنيات خاصة في مجال الكشف عن الموارد الأرضية ودراستها والاستفادة منها، والتخطيط الأمثل لإدارة هذه الموارد ومن أهمها موارد المياه. وبين معاليه ان معضلة نقص المياه تعد أعظم تحديات القرن كما أشار تقرير للأمم المتحدة، وهي بذلك تتفوق على أخطار الحروب والأمراض الفتاكة والانفلات الأمني في العالم، كما أشار تقرير آخر إلى أن نقص المياه إضافة إلى الاحتباس الحراري يعدان أعظم خطرين يهددان الأرض. وفي دلالة على حجم المشكلة أشار معالي وزير المياه إلى أن نصيب الفرد من المياه انخفض بحوالي 60% منذ عام 1950م، حيث زاد استخدام المياه لثلاثة أضعاف خلال النصف الأخير من القرن المنصرم نتيجة زيادة سكان العالم من اثنين ونصف بليون إلى ستة بلايين نسمة. وأضاف: إن كمية المياه المتاحة للفرد ستنخفض بنسبة 33% خلال الخمسين عاماً القادمة نتيجة لارتفاع عدد سكان العالم إلى تسعة بلايين نسمة، وبمعنى آخر فإنه خلال مائة عام انخفض وسينخفض المتاح للفرد بأكثر من (90%) عن مستواه في عام 1950م، وبذلك لن يتاح للفرد في عام 2050م إلا أقل من (10%) مما كان متاحاً في العام 1950م. وبين معالي وزير المياه والكهرباء أن الحاجة المستقبلية لمياه الري التي تمثل (40%) من المياه المطلوب توفيرها للزراعة، وذلك لسد حاجة بليونين وأربعة من عشرة من البليون نسمة المتوقع إضافتهم لسكان العالم، ستكون لما يوازي عشرين ضعفاً لجريان نهر النيل أو مئة ضعف جريان نهر كلورادو. من جهته أوضح معالي رئيس مدينة الملك عبدالعزيز في كلمته خلال حفل الافتتاح ان هذا المؤتمر يشارك فيه نخبة من الخبرات العالمية والمحلية لتحديد الأولويات للمشاريع والبرامج على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، مشيراً إلى أن مواضيع المؤتمر تتناسب مع أهداف المدينة وبرامجها ومع سياسة الخطة الخمسية الأولى للعلوم والتقنية التي انطلقت منذ سنة، وهي تضع أبحاث المياه وتقنياتها في مقدمة وأولويات التقنيات الاستراتيجية الهامة للمملكة. وقال معاليه انه في إطار الخطة من المتوقع أن يقترب الإنفاق على الأبحاث والتطوير في المملكة من نسبة 1% بنهاية الخطة الخمسية الحالية التي تنتهي عام 2012م حيث تتحمل الحكومة 0.7% ونسبة 0.3% على القطاع الخاص، على ان ترتفع نسبة الدعم في نهاية الخطة الخمسية الثانية للعلوم والتقنية التي تنتهي عام 2017م إلى 2% يمثل الدعم الحكومي منها 1.6% ويتحمل القطاع الخاص الباقي منها. كما قدم أمين عام جائزة الأمير سلطان العالمية للمياه الدكتور عبدالملك بن عبدالرحمن آل الشيخ كلمة شكر فيها الجهات المنظمة والمشاركين في أعمال المؤتمر، وأشار إلى الجهود التي تبذلها الجائزة وأهدافها السامية لتقدير جهود العلماء والمبدعين والمؤسسات العلمية والتطبيقية في مجال المياه في شتى أنحاء العالم، مبيناً ان الجائزة تحظى بتقدير دولي واسع نظراً لإنسانيتها وصدق وسمو أهدافها وعالمية تطلعاتها وتوجهها، ومساواتها بين الجميع. وأعلن آل الشيخ عن إطلاق جائزة الإبداع مع بداية الدورة الثالثة التي ستمنح بإذن الله.. لأي عمل أصيل سواء كان بحثاً أو اختراعاً أو تقنية... ويعتبر خارقاً للأمور العادية في مجالات المياه المختلفة، كما يتصف بقابلية التطبيق والجدوى الاقتصادية والانسجام مع البيئة، مفيداً بان إجمالي الأعمال المتقدمة للترشيح للدورة الثالثة للجائزة بلغ 199عملاً منها 77لجائزة الإبداع من 53دولة في كافة قارات العالم من بينها العديد من الجامعات والمؤسسات العلمية البارزة والعلماء المتميزين والمشهورين عالمياً. كما تحدثت ممثلة مكتب شؤون الاستخدام السلمي للفضاء الخارجي بالأممالمتحدة السيدة آليس لي خلال الافتتاح مقدمة شكرها لمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية وجائزة الأمير سلطان وجميع المنظمين والمشاركين والضيوف والمتحدثين في أعمال المؤتمر، مشيرة إلى أن الاهتمام بقضية المياه يعد هماً دولياً، ومن أولويات اهتمامات هيئة الأممالمتحدة. وقدم ممثل اليونسكو الدكتور رضوان الوشاح موجزاً عن منظمة اليونسكو ودور المكتب الإقليمي لليونسكو في القاهر ة في تنمية الإدارة المستدامة للموارد المائية للمنطقة العربية، إضافة إلى التعريف ببرنامج اليونسكو (البرنامج الهيدرولوجي الدولي) وهو برنامج شبه حكومي ترعاه اليونسكو بموجب أولويات تحددها دول الأعضاء. وعرض الدكتور الوشاح للتحديات المائية التي تواجه الوطن العربي سواء كانت طبيعية أو نتيجة نشاطات إنسانية ومن أهمها موضوع الجفاف وقلة الأمطار وتوزيعها غير المنتظم مع السكان كذلك تطور الحياة الاجتماعية والاقتصادية للناس التي فرضت نمطا جديداً من الإستهلاك للمياه زاد بصورة كبيرة جداً إضافة إلى الزيادة الطبيعية في السكان وأفاد الوشاح أن 70إلى 80في المئة من الموارد المائية في المنطقة العربية تذهب للزراعة، مستعرضاً المحاور التي تساعد منظمة اليونسكو في مواجهة هذه التحديات ومن أهم هذه المحاور الاستثمار في موضوع الأبحاث التطبيقية، وكذلك التدريب وبناء القدرات والتكيف مع التغيرات المناخية المتوقعة بالمنطقة العربية. بعد ذلك انطلقت أعمال المؤتمر الدولي لاستخدام تقنيات الفضاء في إدارة الموارد المائية بحضور جمع من الخبراء والعلماء المحليين والدوليين، يبحثون على مدى خمسة أيام ثلاثة محاور رئيسية تتعلق بهذه القضية الهامة، حيث يبحث المحور الأول في استخدام تقنيات الفضاء في إدارة الموارد المائية وتخفيف مشاكل المياه، ويتطرق هذا المحور لعدد من الموضوعات منها طرق حصاد مياه الأمطار، تخزين وإعادة شحن المياه الجوفية، التحكم في ترسبات الأنظمة المائية السطحية، استكشاف وتقييم المياه الجوفية. أما المحور الثاني في هذا المؤتمر فيناقش استخدام تقنية الفضاء لاكتشاف الأنظمة المائية الأثرية، وتضمن عددا من الموضوعات الهامة كاستكشاف الأنظمة القديمة باستخدام تقنيات الفضاء ومساهمتها في سد الطلب على المياه في الوقت الحاضر والمستقبلي، البحث عن مصادر المياه الجوفية والسطحية، ربط الطرق التقليدية والقديمة بالاحتياجات الحديثة. ويتطرق المحور الثالث والأخير في هذا المؤتمر إلى مواضيع التوعية والتعاون الدولي وبناء القدرات الفنية.