أكد جمال الخضري رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار أن أزمة الوقود خانقة، ولكنها أحد مظاهر الحصار الذي ضرب البنية الاقتصادية ضربة قاضية أثر على مناحي الحياة الصحية والبيئية والإنسانية والاجتماعية والتعليمية. وأكد الخضري في بيان تلقت "الرياض" نسخة منه، على أن أكثر من 85% من وسائل النقل والمركبات الخاصة والعمومية متوقفة تماما والباقي من المتوقع أن يتوقف خلال اليومين القادمين، وان 60% من سيارات الإسعاف متوقف بشكل تام و 75% من سيارات ومعدات البلديات متوقفة تماما. وأوضح الخضري أن المولدات الاحتياطية في كل المستشفيات والعيادات لن تتمكن من العمل في حال قطعت الكهرباء إلا في أضيق نطاق وحسب المخزون المتوفر، وان محطات معالجة مياه الصرف الصحي في غزة والجنوب متوقفة وبالتالي يتم ضخ 40مليون لتر يوميا من مياه الصرف الصحي غير المعالجة إلى البحر وهذا ينذر بكوارث بيئية خطيرة سواء علي الإنسان أو البيئة ويحدث تلوثاً خطيراً. وتابع الخضري ان مياه الصرف الصحي بدأت بالتسرب للمياه الجوفية وستسبب تلوثاً فيها بسبب وقف إسرائيل لمشروع أحواض المجاري في المنطقة الجنوبية ووقف العمل به وهذا يتهدد حياة المواطنين بالخطر. وأضاف الخضري أن طلاب الجامعات والمدارس لا يتمكنون من الذهاب لأماكن دراستهم بشكل منتظم، وستشهد الأيام القادمة شللا كاملا في المسيرة التعليمية سواء لرياض الأطفال أو المدارس أو الجامعات والكليات، كذلك الأطباء والممرضين وحتى المرضى يجدون صعوبة بالغة في الوصول للمستشفيات والعيادات، والموظفين القاطنين في الأماكن الجنوبية النائية لا يستطيعون الذهاب لعملهم. كما أن شركات الهواتف النقالة والثابتة معرضة لخطر التوقف التام في حال انقطاع الكهرباء ونفاذ المخزون الاحتياطي إن وجد أصلا. وأردف الخضري قائلا: "كل هذا الذي تحدثنا عنه هو أحد مظاهر الحصار وليس الحصار بعينه فالحصار ليس تقليص كمية الوقود فحسب فهو اشمل من هذا بكثير". وقال الخضري ان الحصار مستمر على قطاع غزة منذ أكثر من عامين وتم تشديده خلال العشرة أشهر الأخيرة مما تسبب في ضرب البنية الصناعية ضربة قاضية تمثلت في إغلاق 97% من مصانع القطاع البالغة 3900مصنع وهذا له انعكاسات أثار خطيرة على الاقتصاد الفلسطيني. واكد الخضري ان إسرائيل ألغت الكود الجمركي الخاص بغزة وهذا معناه إلغاء الوكالات والعلامات التجارية الخاصة بالمستوردين في قطاع غزة، وحجز أكثر من 1500حاوية للبضائع والمواد الخام اللازمة للصناعة في الموانئ الإسرائيلية منذ 10أشهر ومنع أصحابها لإدخالها للقطاع رغم انه تم استيرادها حسب الأصول ويملكون تراخيص استيراد وقاموا بتسليم ودفع الأثمان والجمارك اللازمة إلا أن إسرائيل ودون أي وجه قانوني تقوم بمنعها من الدخول لقطاع غزة وتحجزها في الموانئ الإسرائيلية وتطالب أصحابها بدفع غرامات تأخير. وأشار الخضري إلى ان القطاع التجاري يوشك على الانهيار نتيجة التقليص الشديد للبضائع في الأسواق للحد الذي دفع بعض المحلات آن تغلق أبوابها. واكد الخضري ان معابر غزة الستة مغلقة إغلاقاً شاملاً منذ أن فرض الحصار، ويسمح بإدخال بعض الحاجات الأساسية وكميات محدودة ويمنع إدخال مئات الأصناف اللازمة والتي تعتبر أساسية للحياة اليومية بكافة مناحيها، ومنع حركة التنقل للإفراد من القطاع إلى العالم الخارجي وكذلك الضفة الغربية والقدس. وقال الخضري ان عدد الوفيات من حالات المرضى جراء منعهم من السفر لتلقي العلاج اللازم بلغت 131حالة، وان عدد المرضى الذين يحتاجون للعلاج بالخارج يبلغ أكثر من 1000حالة. واوضح الخضري ان إجمالي المشاريع المتوقفة بلغت حوالي 500مليون دولار سواء بنية تحتية أو منح سكنية او مبان تعليمية أو صحية، ونستطيع القول انه منذ عشرة اشهر لم تبن ولو حتى غرفة واحدة بسبب الحصار. وتابع الخضري بصفة عامة عن الخسائر المباشرة للحصار الإسرائيلي في شتى مناحي الحياة تبلغ 50مليون دولار شهريا، وان مليون ومائة ألف فلسطيني يعيشون على مساعدات إنسانية مقدمة من وكالة غوث وتشغل اللاجئين ومنظمة الغذاء العالمي ومساعدات إنسانية من دول عربية ومؤسسات خيرية في جميع أنحاء العالم. وأكد الخضري أن هذه المساعدات الإنسانية لا تلبي حاجة هؤلاء المواطنين الذين يعيشون في ظروف صعبة وبالتالي تنعكس هذه الأوضاع على الأطفال الذين يحتاجون غذاء كاملا يشمل كل ما يقوي الطفل ويبنيه البناء السليم، نتيجة لذلك أصبح 60% من الأطفال يعانون من أمراض سوء التغذية مثل فقر الدم وأمراض خطيرة وهذا يهدد مستقبلهم بالخطر.