رفض مقرب من المرجع الشيعي الأعلى في العراق علي السيستاني امس الجمعة "الحلول مستوردة" لحل الأزمات الداخلية في العراق. وقال صدر الدين القبانجي خطيب صلاة الجمعة في النجف وبثتها مباشرة محطة تلفزيون (العراقية) الحكومية: "نحن نرفض الحلول المستوردة وشعب العراق لا يحتاج إلى مثل هذه الحلول فلديهم شعب ودولة ومرجعية ونرفض أن تأتي الحلول من دول أجنبية". وأضاف أن "العراقيين نجحوا في مواجهة الحصار العربي المفروض عليهم رغم انه مازال موجودا وان بغداد ما زالت تفتش عن سفارة عربية فلا تجد لكن هذا الأمر.. هل هزم التجربة العراقية؟ طبعا لا التجربة قائمة على قدميها بعد مرور خمسة أعوام على تحرير العراق من الديكتاتورية". ودعا القبانجي أمام مئات من المصلين إلى "تعزيز دور الشعب العراقي وحضوره في الساحة وأن الخطر يكمن إذا انسحب الشعب والناس عن هذه التجربة وصار عندهم حالة إحباط". وقال إن "المرجعية الدينية تقول إن اكبر خطر يهدد العراق هو خطر انسحاب الجمهور، ولا خطر خارجي مع حضور الجمهور في الساحة.. وما زال الجمهور في الساحة.. وهنا يجب تعزيز دور الشعب ومكافحة الفساد الإداري وعلى الدولة القيام بدورها في هذا الموضوع". وطالب بتعزيز "سيادة القانون وبناء أجهزة الشرطة والجيش والقضاء والمحاكم وسلطة القانون لأننا بحاجة إلى حل أي مجموعات خارجة عن القانون لأن هذا حق طبيعي وإجماع وطني لا يختلف فيه اثنان العمل على توحيد السلاح بيد الدولة". وقال إن "المرجعية الدينية دعت قبل أكثر من ثلاث سنوات لإنهاء المظاهر المسلحة ودعم سلطة الدولة في النجف خلال الأحداث التي شهدتها مدينة النجف وكذلك الحال في مدينة كربلاء العام الماضي ولهذا نقول إن المدن المقدسة يجب أن تكون منزوعة السلاح وعدم السماح للمليشيات بحمل السلاح أو أن يرفع السلاح بوجه سلطة الدولة".وأضاف: "هناك إجماع وطني على حل المليشيات وتوحيد السلاح بيد الدولة". ودعا القبانجي إلى أن تكون انتخابات المجالس البلدية في شهر أكتوبر المقبل "شفافة ونزيهة وشعبية وندعو شعبنا من الآن لخوض المعترك الانتخابي بكفاءة عالية لأن المعركة الانتخابية القادمة يجب أن تحسم الموقف لصالح المؤمنين في العراق الجديد ولا يجوز الزهد فيها". وحذر من أن عدم المشاركة سيفتح الباب أمام "الذئاب للوصول للحكم وأن المعركة الانتخابية المقبلة يجب أن تحسم الموقف لصالح إرادة البناء وليست إرادة الهدم والتخريب". وقال إن أحداث البصرة الأخيرة "كانت مؤلمة وموجعة للقلب ونعتقد أن هذه الأحداث كانت لها نتائج مباركة منها أنها أظهرت قدرة الدولة وأجهزتها وفشل مشروع سحب الثقة وفشل عودة العناصر الإرهابية لكي تتسلط على هذه المدينة". وقال إنه بعد هذه "الأحداث أصبحت بعض الكتل السياسية تريد العودة إلى الحكومة ونحن نرحب بعودة جبهة التوافق والعراقية إلى الدولة ونأمل أن يلتحق أبناؤنا في التيار الصدري والفضيلة بسرعة لأن الدولة دولة الجميع من خلال الحوار.