أظهرت دراسة قام بها Kaiser Permanente Division of Research. in Oakland في كاليفورنيا أن وجود السمنة في منطقة البطن وبشكل ملاحظ في منتصف حياة الشخص أي في فترة الشباب لديه عامل خطورة ثلاث مرات للإصابة بالاختلال العقلي في مراحل حياته المتأخرة، كذلك للإصابة بداء السكري والجلطة وارتفاع ضغط الدم وارتفاع الدهون والإصابة بأمراض القلب، وقد شملت الدراسة الحديثة تحليل عينة مكونة من 6583شخصاً ممن لديهم تراكم للدهون في منطقة البطن، وبعد 36سنة وجد لديهم فروق للإصابة بالتخلف العقلي بالمقارنة مع الأشخاص غير المصابين بالسمنة المركزية . كما تؤكد الدراسات الحديثة أن السمنة في منتصف الحياة العمرية والتي تقدر بواسطة مقياس مؤشر كتلة الجسم body mass index أو من خلال قياس محيط البطن تزيد من احتمالية الإصابة بالزهايمر والتغيرات التي تؤدي لتدهور الصحة بشكل عام، والبحث المقدم من الدكتور ويتمر يقول أن وجود السمنة في منطقة البطن عامل قوي ومتوقع للإصابة بالتخلف العقلي و75% من هؤلاء الأشخاص لديهم احتمالية عالية للإصابة بهذا المرض، بالإضافة أنها مسبب أساسي لداء السكري من النوع الثاني والذي لا يمكن الإنسان من الاستفادة من هرمون الأنسولين رغم أن معدل إفرازه يكون في الحدود الطبيعية، وأيضاً للإصابة بأمراض القلب وحدوث الوفاة . وفي اللغة العلمية المتخصصة والتي ترتكز على الرؤى الإحصائية المعتمدة تفرض علينا عدم التسليم الكامل والمطلق بنتائج البحوث ذات النتائج الجديدة على المجال التخصصي وخاصة في مجال الصحة إلا بعد تتابع النتائج وظهور الاختلافات إن وجدت أو الاتفاقيات الإحصائية بما يكفل على المتخصصين العمل بناء على الإثباتات والبراهين العلمية، وهذا ما يجعلني أوضح أهمية معرفة الجوانب الأخرى ذات الأهمية في تفسير الظاهرة الخطيرة والتي تسببها كتل الأنسجة الدهنية التي تتراكم في بطون الأغلبية من المجتمع حسب الإحصائيات المتتالية والتي تدل بشكل قاطع لا يحتاج لأن نحتاج إلى إثباتات أخرى، وفي الجنسين الذكور والإناث و قد يكون ذلك بمبدأ المساواة !، وما يزيد الإشكالية أكثر أن السمنة ظهرت وتزيد مع الوقت في الأطفال وهذا ما يدعو إلى تنبؤ بوجود مجتمع سمين في المستقبل وخاصة أن الواقع الخالي من التدخلات والاستراتيجيات الصحية التي تحسن من الوضع الصحي، وأجزم أن الواقع فعلا خال من ذلك . وبالرجوع إلى الدراسة رغم ذلك إضافة مرض خطير كالاختلال العقلي كأحد أسباب السمنة بجانب الأمراض الأخرى يعتبر هاجساً أكبر لدى المصابين ومحفزاً أكبر لمراجعة النفس في التخلي عن الصاحب (الكرش)، خاصة أن نتائج هذه الدراسة تستدعي العمل البحثي المستقبلي في تفسير الظاهرة وميكانيكية حدوثها وكيفية تأثيرها على خلايا المخ ودور اختلال الهرمونات في ذلك، مع تكثيف إثبات النتائج بتكرارية أخذ القياسات وتسجيل التأثيرات المستقبلية وعلاقاتها الإحصائية في وجود المشكلة أو مشاكل أخرى، وإن كنت أرى أن المجال العلمي قد أثبت وبالبراهين العلمية أن الشخص الحامل للكرش هو بلاشك مصاب بداء السكري وبسرعة تفوق غيره ممن يتفقون معه في الطول و العمر والجنس، وداء السكري مسبب أساسي لأمراض القلب والفشل الكلوي والعمى وبتر الأعضاء، أي قد تموت بعد قدر الله وقضائه قبل أن تصاب بالاختلال العقلي، ألا يكفي هذا لمراجعة أوزاننا. @الكلية الصحية