سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أستاذة الإدارة التربوية: الأزمات في مؤسساتنا التعليمية تحتاج إلى إدارة وتدريب القيادات الإدارية عليها لتزايد الأزمات مؤخراً في مؤسساتنا التعليمية.. أسباب ومقترحات
دعت مختصة بعلم الإدارة التربوية المسئولين إلى ضرورة وضع استراتيجيات واضحة لإدارة الأزمات في مؤسساتنا التعليمية وتدريب القيادات عليها. وأشارت المختصة الدكتورة "سارة بنت عبدالله المنقاش"، أستاذ الإدارة التربوية المساعد بجامعة الملك سعود، إلى تزايد الأزمات التي تواجهها مؤسساتنا التعليمية في الآونة الأخيرة، والتي كان لها أثار سلبية ومخاطر لا حدود لها من شأنها أن تؤدي إلى اضطراب في نظام المؤسسة التعليمية أو جزء منه، خاصةً في حال ضعف القدرة على احتواء الأزمة والسيطرة عليها (مثل نشوب الحرائق، حالات العنف بين الطلبة، استخدام الأسلحة النارية وغيرها)، وأضافت أنه "على الرغم من اهتمام الصحافة بمواضيع الأزمات وإدارتها في المؤسسات التعليمية، إلا أنه لا يزال هناك قصور من قبل بعض المسئولين عن تلك المؤسسات بوضع استراتيجيات واضحة لإدارة الأزمات وتدريب القيادات عليها"، فكثيراً ما تبلغ الأزمة أعلى مراحلها من الخطورة، وهي "مرحلة اكتمال الأزمة"، دون اتخاذ التدابير اللازمة للسيطرة عليها، وبالتالي تكون آثارها السلبية مدمرة على مستوى المؤسسة. وأوضحت د. المنقاش أن معظم مؤسساتنا التعليمية لازالت تتبع الطرق التقليدية في إدارة الأزمات، مثل الاكتفاء بتشكيل لجنة للتحقيق في الأزمة وتداعياتها. بل أحياناً تصر على "إنكار الأزمة أو تجاهلها" مما يجعل الرأي العام في حالة تخبط عشوائي في تفسير ما يحدث. ففي الواقع أنه بعد وقوع الأزمة تبدأ الإدارة بالتحرك، وتبذل جهود مكثفة حتى تنقضي الأزمة، بغض النظر عن مدى معالجتها بالشكل المطلوب أم لا، وذلك بسبب عدم وجود خطة إستراتيجية تتنبأ بالأزمة وتمنع وقوعها. وذكرت د. منقاش أن مهارة إدارة الأزمات لا تحتاج إلى مهارة متخذ القرار فحسب، والذي هو "المسئول المباشر"، بل تحتاج أيضاً إلى فكر مؤسسي قائم بذاته، فالفشل الإداري للأزمة قد لا يكون ناتجاً عن نقص في مهارة المسئول إنما قد يكون خللاً في النظام نفسه، مثل عدم وجود الصلاحيات التنفيذية الكافية لاحتواء الأزمة بما يراه المسئول مناسباً، أو قد يكون بسبب نقص المعلومات اللازمة لضمان إدارة الأزمة بكفاءة في ظل تهديد ضيق الوقت. فالأزمة هي لحظة مفاجئة يتحول فيها الوضع العادي إلى وضع سيئ في فترة زمنية قصيرة جداً يمكن أن تؤدي إلى كارثة إذا لم توجد إستراتيجية واضحة لحلها منذ مرحلة الإنذار بوقوع تلك الأزمة وقبل مرحلة تصعيدها. أسباب الأزمات ترجع الدكتورة سارة المنقاش أهم أسباب تزايد حدوث الأزمات والخلل في إدارتها في بعض مؤسساتنا التعليمية يعود إلى عدة عوامل منها: "ضعف وعي بعض المسئولين بأهمية إدارة الأزمات داخل المؤسسة التعليمية"، والأهم من ذلك برأيها يعود إلى "عدم التنبؤ والتخطيط للأزمات قبل وقوعها"، وكذلك "عدم وجود استراتيجيات واضحة ومحددة لإدارة الأزمات حال وقوعها بشكل يمكن للقيادات التعليمية على المستوى التنفيذي الاسترشاد بها في حال حدوث الأزمة". ومن أسباب حدوث الأزمات أيضاً تذكر د. المنقاش "افتقاد القيادات التعليمية لمهارات إدارة الأزمات" والتي ترجع إلى نقص الإعداد والتدريب في مجال إدارة الأزمات، وكذلك "عدم وجود فريق عمل محدد لإدارة الأزمة المحتملة"، علاوة على "ضعف التسهيلات الفنية اللازمة لإدارة الأزمة" مثل وسائل الاتصال وغيرها. مقترحات لأجل تلافي هذه الأسباب المكونة للأزمات في مؤسساتنا التعليمية تطرح الدكتورة سارة المنقاش بعض المقترحات والحلول فتطالب في البدء بتصنيف ما يعتبر أزمة وما لا يعتبر كذلك وفقاً لمعايير محددة، ثم العمل على تكوين إدارة مختصة في المستويات التنظيمية العليا، مهمتها التخطيط العلمي المتكامل الذي يحاول التنبؤ بالأزمة قبل حدوثها، وذلك عن طريق المسح الشامل للبيئة الداخلية والخارجية لمعرفة المتغيرات المتوقع حدوثها وأماكنها، فعادة ما ترسل الأزمة إشارات تنبئ بقرب حدوثها، هذا بالإضافة إلى ضرورة وضع إستراتيجية واضحة لطريقة إدارة الأزمة حال وقوعها والبدائل المختلفة للاختيار من بينها مع منح الصلاحيات الكافية على المستويات التنفيذية لتنفيذه الإستراتيجية. كما تقترح د. المنقاش تكوين فريق مختص ومدرب لإدارة الأزمات المتوقعة في كل مؤسسة تعليمية يعرف فيه كل فرد مهمته الأساسية عند حدوث الأزمة تكون مهمة هذا الفريق الأساسية الإعداد والتهيئة لتجنب وقوع الأزمة ومن ثم إدارة الأزمة عند وقوعها، مع ضرورة توفير الإمكانات الفنية اللازمة لإدارة الأزمة، وتوفير قاعدة بيانات يمكن لمتخذ القرار أن يقرر في ضوئها ما يراه مناسباً، والعمل على بناء شبكة اتصال داخلية وخارجية لتبادل المعلومات بين أجزاء المؤسسة في الداخل والأطراف المعنية في الخارج. وتلفت د. المنقاش النظر إلى أن إدارة الأزمة هي "عملية إدارية مستمرة تهتم بالتنبؤ بالأزمات المحتملة وتتعامل معها بشكل فعال وسريع في حال وقوعها من خلال خطة واضحة وآليات محددة للتقليل من الخسائر التي يمكن أن تتعرض لها المؤسسة"، لذلك لابد من التقييم المستمر للوضع بعد انتهاء الأزمة لمعرفة مدى نجاح إدارة الأزمة والدروس المستفادة للاستعداد لأزمات مقبلة، مع أهمية وضع خطة فعالة لإعادة الثقة للعاملين في المؤسسة وللمجتمع بتقديم أفضل الخدمات.