عجز قائد القوات الأمريكية والسفير الأمريكي في العراق عن اقناع الديمقراطيين أعضاء الكونجرس بان القوات الامريكية يتعين أن تبقى هناك لمدة اطول لاستثمار عملية زيادة القوات هناك والتي بدأت قبل عام وأسفرت عن تحسين الأوضاع الأمنية هناك. وقد اقر الديمقراطيون في اليوم الاول من الشهادة أمام الكونجرس التي استمرت يومين بان عملية زيادة القوات - التي أمر بها الرئيس جورج بوش العام الماضي- قد نجحت في خفض مستوى العنف بيد أنهم أشاروا إلى أن الحكومة العراقية لم تحرز التقدم الكافي برغم اكتسابها " فسحة من الوقت" من وراء هذا الحشد العسكري الإضافي. وانتقد الديمقراطيون ديفيد بيتريوس لتوصيته بعدم القيام بانسحابات جديدة بعد انتهاء عملية الحشد في يوليو القادم.بل ان الجنرال ابلغهم بان الامر بحاجة لوقف الانسحابات لمدة 45يوما قبل إصدار قرار بمزيد من الخفض فى عدد القوات. وقد رفض بيتريوس الافصاح عما إذا كان مزيدا من سحب القوات سيتم بعد انتهاء التجميد المقترح لمدة 45يوما في أيلول/ سبتمبر القادم في إشارة إلى أن 140الف جندي أمريكي سيبقون في العراق إلى اجل غير مسمى وأنهم قد يظلون هناك عند مغادرة بوش البيت الابيض في كانون ثان/ يناير. وقال " عند نهاية تلك الفترة سنجري عملية تقييم للوقوف على الاوضاع على الارض و بمرور الوقت سنقرر متى نصدر توصيات بمزيد من التخفيضات". وقال بوش انه سيتبع نصيحة بيتريوس بشان خفض القوات لكن من غير المتوقع أن يعلق على شهادة جنراله قبل القاء خطابه المرتقب اليوم وفقاً للمتحدث باسم البيت البيض. من جهته، اتهم المرشح الجمهوري الى الانتخابات الرئاسية الاميركية جون ماكين خصومه الديموقراطيين بأنهم لا يدركون شيئا عن العراق. وقال ماكين لمحطة فوكس نيوز ان هيلاري كلينتون "لا تدرك الوضع الميداني او التقدم الذي احرزته استراتيجية ارسال تعزيزات". واضاف ان كلينتون وباراك اوباما لا يقدران "عواقب" الفشل في العراق. واعتبر سناتور اريزونا ان سحب جنود اميركيين من العراق كما يطالب بذلك المرشحان للفوز بترشيح الحزب الديموقراطي "سيؤدي الى كارثة". واضاف "ستحصل مجزرة، وستعم الفوضى وسنضطر للعودة الى المنطقة". واكد المرشح الجمهوري ان "التقدم" الذي حصل كان "مهما" على رغم استئناف اعمال العنف في العراق. وقد ربط ماكين قسما كبيرا من طموحاته الرئاسية بنجاح الاستراتيجية الاميركية في العراق ونظرة الرأي العام اليها. ودعا المرشح الديموقراطي باراك اوباما الى بدء حوار مع ايران حول احلال الاستقرار في العراق بعد ساعات من تأكيد الجنرال ديفيد بترايوس ان طهران تشكل اكبر تهديد للديموقراطية في هذا البلد. ورأى اوباما ان افضل ما يمكن ان تحققه الولاياتالمتحدة في العراق هو "الابقاء على الوضع القائم الذي يتسم بالفوضى"، معتبرا ان تحقيق اهداف الادارة الاميركية في العراق يتطلب بقاء القوات الاميركية لمدة ثلاثين عاما. واضاف اوباما خلال جلسة استماع للجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ "اذا كان (رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي) يقبل باقامة علاقات طبيعة وحسن جوار مع ايران، فعلينا التحدث اليهم ايضا". وتابع باراك اوباما "لا اعتقد اننا نستطيع احلال الاستقرار بدونهم".